تطلعات إيجابية لدور القائم بالأعمال الأميركي بتعزيز العدالة والسلام
السفير الدكتور موفق العجلوني
06-08-2025 11:54 AM
نُرحب بالقائم بالأعمال في السفارة الأميركية لدى المملكة الأردنية الهاشمية، السيد بيتر شيا، متمنين له إقامة طيبة ونجاحاً وتوفيقاً في أداء مهمته الدبلوماسية في بلدٍ عُرف بتاريخه العريق، واستقراره السياسي، ودوره الإقليمي المحوري. وعلاقات استراتيجية مع الولايات المتحدة الأميركية مبنية على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
ويأتي تعيين السيد بيتر شيا في عمّان في توقيت بالغ الحساسية تمرّ فيه منطقتنا بظروف إنسانية وسياسية صعبة، وعلى رأسها ما يجري في غزة وفلسطين من عدوان مستمر، يتجلى في القتل والتجويع والتدمير الممنهج، الذي يطال الأبرياء والبنية التحتية المدنية، في مشهد يُعد من أسوأ الأزمات الإنسانية في العصر الحديث.
في هذا السياق، يتطلع الأردنيون – قيادة وحكومة وشعباً – إلى دور دبلوماسي أميركي أكثر توازناً وإنصافاً، يعكس قيم العدالة والحرية والإنسانية التي قامت عليها الولايات المتحدة...!!! بنفس الوقت يأمل الاردنيون أن يسهم القائم بالأعمال السيد شيا في نقل الصورة الحقيقية لما يجري على الشارع الأردني تجاه العتب الكبير على الولايات المتحدة والتي تربطها علاقات تاريخية مبنية على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. وأن يكون داعماً لجهود وقف الحرب ورفع الحصار عن غزة، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، بما يتماشى مع القانون الدولي والمبادئ الإنسانية.
لقد أثبت الأردن، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله ، التزامه الدائم بالدفاع عن القضية الفلسطينية، ودعوته المتواصلة لتحقيق السلام العادل والشامل، القائم على أساس حل الدولتين، ووفق قرارات الشرعية الدولية. وفي ضوء هذه الرؤية، فإن حضور شخصية دبلوماسي أميركية مثل السيد بيتر شيا، صاحب خبرات غنية في الاردن سابقا عام ٢٠١٣ ، وفي كل من العراق و لبنان، يُعد فرصة لتعميق الحوار، والتأكيد على أهمية دعم حقوق الشعوب، وتبنّي مقاربات سياسية أكثر عدلاً.
كما نتطلع إلى أن يسهم السيد شيا في تطوير العلاقات الثنائية بين الأردن والولايات المتحدة، في مجالات التعاون الاقتصادي، والتعليمي، والتنموي، بما يعزز من استقرار الأردن ورفاه شعبه، ويسهم في بناء شراكة مستدامة مع الولايات المتحدة على أسس الاحترام والتفاهم المتبادل.
وتُعد العلاقات الأردنية الأميركية نموذجاً متميزاً من علاقات التعاون الإقليمي والدولي، ترسخت عبر عقود طويلة من الشراكة الاستراتيجية. وقد لعب جلالة الملك عبد الله الثاني دوراً محورياً في توثيق هذه العلاقات، من خلال تواصله المستمر مع الرؤساء الأميركيين والمؤسسات الرسمية في واشنطن، حيث يحظى جلالته باحترام واسع، وتقدير لدوره القيادي المتزن، ورؤيته الحكيمة في قضايا المنطقة، خصوصاً فيما يتعلق بالسلام والاستقرار وحقوق الإنسان.
وفي الختام، نُجدد ترحيبنا بالسيد بيتر شيا في ربوع الأردن، متمنين له التوفيق في مهمته، وأن يكون له دور مشهود في تعزيز الشراكة الأردنية الأميركية، والدفاع عن القيم الإنسانية التي تتلاقى فيها إرادة الشعوب مع ضمير العالم الحر.
* مركز فرح الدولي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية
muwaffaq@ajlouni.me