facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




التسعة .. هامش أمان .. أم بداية الانزلاق؟!


محمود الدباس - أبو الليث
09-08-2025 02:17 PM

في حياتنا.. تتكرر أرقام كثيرة.. لكن هناك رقم واحد يطل علينا من بين التفاصيل.. كأنه يتعمد أن يترك أثرا في وعينا.. الرقم 9.. فهو حاضر في رادارات السرعة على الطرقات.. كما هو حاضر في ساعات الدوام على مكاتب الموظفين.. لكنه ليس رقما عبثيا.. أو صدفة بريئة..

عندما تضع إدارة السير هامشاً مقداره 9 كم فوق السرعة القصوى.. فهي لا تمنحك رخصة قيادة أسرع.. بل تعطي الجهاز فرصة.. لتفادي خطأ تقني.. وتمنحك مساحة ضيقة.. لتجاوز ظرف عابر.. فالرياح.. انحدار الطريق.. ضغط الإطارات.. خطأ معايرة عداد السيارة.. أو حتى اذا حاولت تجاوز سيارة في ذلك المكان.. كلها أسباب لحظية.. قد تجعلك تتجاوز الحد دون قصد.. وليست عاداتك الاصيلة.. لذلك جاء هذا الرقم كخط حماية.. لا كحق مكتسب..

وحين تمنحك المؤسسة 9 دقائق سماح بعد وقت بدء الدوام الرسمي.. فهي لا تقول لك.. تأخر متى شئت.. بل تقول.. نحن ندرك أن الحياة لا تمشي بالدقيقة.. وأن ازدحام الطريق.. أو طارئا منزليا.. قد يبعدك عن بصمة الحضور لوهلة.. فجاءت التسعة دقائق لتحتوي هذه اللحظات.. لا لتفتح باب التهاون..

لكن.. لماذا 9 تحديداً.. وليس 10.. أو 5؟!.. لأن الخمسة قد تكون ضيقة جداً.. وتفشل في تغطية كل الظروف.. والعشرة تبدو في الذهن.. وكأنها مساحة مريحة ومقبولة بشكل دائم.. أما التسعة.. فهي قريبة من العشرة.. لكنها تبقي شعوراً ضمنياً.. بأنك على حافة الحد.. فلا ترتاح تماماً.. ولا تعتبره سماحاً دائماً..

المهم أن نفهم.. أن هذه الهوامش.. وضعت لحالات الضرورة.. أو السهو.. لا لتصبح جزءا من جدولنا اليومي.. فالطريق الآمن.. أن تسير على الحد المصرح به.. والموقف الأجمل.. أن تصل قبل وقتك.. وعندها يصبح الهامش طوق نجاة عند الطوارئ.. لا جسر عبور دائم نحو التجاوز..

في نهاية القصة.. سواء كنا خلف مقود سيارة.. أو أمام جهاز البصمة.. يبقى الالتزام بالأصل هو القاعدة.. والهامش استثناء.. ومَن يعتاد على الاستثناء.. قد يجد نفسه يوماً.. وقد فقد حتى الحق في القاعدة..

فمن اعتاد العيش على الهامش.. سقط من الصفحة كلها..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :