facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




جحا وابتدائه بإعمار بيته


خلدون ذيب النعيمي
10-08-2025 09:11 AM

روى لي احد الأصدقاء انه اصطحب والدته المسنة التي تشكو من الروماتيزم في قدميها بالشكل الذي يصعب عليها المشي الى احد اطباء المشهور له بالكفاءة في علاج هذا المرض ويقول الصديق انه اثناء وجوده مع والدته خرج هذا الطبيب غرفة الفحص ليودع احد مرضاه وقد بان على الطبيب العرج الشديد وصعوبة المشي بسبب اصابته خلع الولادة كما يبدو ، وهنا والقول لهذا الصديق الذي رأى امه تتأمل الطبيب ومتكئة بوجهها على يديها الممسكة بعكازها ومن ثم التفتت لابنها وهي تهز رأسها قائلة : قوم يُمّا .. جحا لو عمّر كان عمّر بيته ، ومنطق "الختيارة" هنا يمكن اسقاطه ليس فقط على حالات العلاج الجسدي بل هي بمثابة منهج على كافة المستويات .

فمن يشتغل بتتبع اخطائهم الأخرين ومن ثم التظاهر بإسداء النصائح لهم في نفس الخطأ الذي "راكبه هو من راسه لساسه" يسقط عليه قول "ختيارة العيادة" السابق ذكره وينطبق عليه ايضاً قول ابو الأسود الدؤلي المشهور : لا تنهَ عن خلُقٍ وتأتيَ مثلَه عارٌ عليك إذا فعلت عظيم ، فكفاك نصحاً هنا يا حكيم زمانك فالناس لهم الفعل بعيداً عن الكلام المزوق سجاعة وطباقاً فكم اسلوب فاق المضمون في رسالته فكان له الأثر الكبير لدى المتلقي كرسالة هادفة حققت مرادها ، وبالتالي فالناجح في حياته الشخصية يكون التوفيق حليفه بالضرورة في حياته المهنية والمجتمعية .

وليس بعيداً عن هذا ايضاً من يستهدف حل القضايا الخارجية دون الالتفات لظروف وطنه الذي يحتضنه وشرب ماءه واكل قمحه وتعلم في مدارسه وجامعاته ، فهذا الوطن بتاريخه مرتبط مع قضية الشعب الفلسطيني التي حمل همها ودفع من دماء ابناءه وجيشه الغزير لهذه القضية وبشكل يعتبره واجب لا منة فيه وبالتالي لو لم يكن هذا الوطن من القوة والمنعة لما كان له ان يتخذ دوره المشهود في تاريخ هذه القضية ، فمنعة واستقرار وامان الاردن في هذا الظرف الذي لم يسلم فيه الاقليم برمته من شرور متطرفي تل ابيب المدعوم غربياً هي التي مكنته ان يأخذ دوره السياسي والانساني المشهود في دعم الاشقاء المكلومين في غزة ، فليتقي الله من يستهدف الاردن بدوره بل وليخجل فمن يهون عليه شؤون بيته لن يهتم بالضرورة بتطوير بيت جاره ..! .

ورد في كتاب الله الكريم قوله تعالى "أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم" ، ومنطق "الختيارة وإعمار بيت جحا" منهج عام أكبر من تذكر أمثلته ، فهو منهج له اسقاطاته سواء مع النفس ومع الاخرين ومع المجتمع والوطن ايضاً وشعاره هنا الابتداء بتطبيقه على الذات خيراً ، فأي فعل وجهد اساسه الصدق في النية وصدق النية يرتبط بها بالضرورة نقاءها والنقاء هنا منطلق لا يمكن تجاهله او تحييده وان حصل ذلك فالفعل يغدو لحظتها مهما عظم مثل زبد البحر الذي لم تمنع وفرته ان يكون جفاءً لا اثر له .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :