facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




سفير واشنطن في إسرائيل .. نقطة سوداء بتاريخ الدبلوماسية الأمريكية


السفير الدكتور موفق العجلوني
14-08-2025 11:45 AM

لقاء السفير الأميركي في إسرائيل مايك هاكابي مع الصحفي الانجليزي بيرس مورغان حمل طابعًا ساخرًا وحادًا، وتحدياً واضحاً لمعايير "اللغة الدبلوماسية المعتادة"، وافتقر إلى ادنى معاني الدبلوماسية والسياسة و الأحاسيس الإنسانية، لا سيما في سياق الحديث عن كارثة إنسانية حقيقية. ادانها العالم بأجمعه حتى في الأوساط الإسرائيلية والأمريكية.

اتهام هاكابي لحماس بسرقة واحتكار الغذاء يفتقر إلى أدلة واضحة، ويعتمد على صور وتقارير إسرائيلية لم تثبت صحتها، في حين أن المنظمات الإنسانية الدولية (مثل الأمم المتحدة وبرنامج الأغذية العالمي) لم تصدر تقارير تُدين حماس بهذا الاتهام. والموقف الأمريكي المعلن رسميًا يدعو إلى تسهيل وصول المساعدات ووقف التصعيد. لكن تصريحات هاكابي تتخذ منحى أيديولوجيًا واضحًا، يتوافق ١٠٠٪ مع سياسة نتنياهو و اليمين المتطرف الصهيوني وتبرئة سلوكهم تجاه غزة، دون التطرق بعمق إلى حقوق المدنيين أو السياق الدولي.

تصريحات مايك هاكابي ، و لا اعرف كيف هذا الشخص يمثل الولايات المتحدة الأميركية بكافة اطيافها . خلال اللقاء مع الصحفي المحترم بيرس مورغان، عكس موقفًا متعصبًا وغير دبلوماسي و غير انساني، بل يبدو كأنه يتماهى مع التوجهات الإسرائيلية المتشدّدة، متجاوزة في ذلك أي نهج رسمي أمريكي متوازن.

في ظهوره الأخير مع الإعلامي البريطاني بيرس مورغان، كشف هاكابي ، عن موقف متحيز وصادم، يُغلفه خطاب ساخر وعديم الإنسانية تجاه الكارثة الإنسانية المتفاقمة في غزة. تصريحاته، التي عزا فيها الجوع في غزة إلى حماس، تخللتها تعبيرات تهكمية مشينة، حيث قال إن عناصر حماس "يأكلون جيدًا" ويحتاجون "أوزيمبيك" – في إشارة إلى دواء لإنقاص الوزن – بدلاً من الطعام.

نبرة هاكابي افتقرت إلى أي قدر من التعاطف مع أكثر من 2 مليون إنسان محاصرين، يعانون من الجوع، والقصف، والنزوح القسري. السخرية في استخدام مصطلحات طبية للسخرية خلال أزمة إنسانية تُعتبر من أسوأ الكوارث في القرن، يُظهر استهتارًا غير مقبول من ممثل دولة تدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان.

الأكثر فداحة في تصريحات "السفير"...!!!هاكابي هو تجاهله الكامل لمقتل الصحفيين في غزة، محمد الخالدي الذي يعمل مع منصة ساحات، ليلتحق بالشهداء الصحفيين الخمسة في قناة الجزيرة ، و المراسلان أنس الشريف ومحمد قريقع، والمصوران إبراهيم ظاهر ومؤمن عليوة، ومساعدهم محمد نوفل وخاصة الصحفي الأخير من قناة الجزيرة، الذين تم اغتيالهم مؤخرًا في غارات إسرائيلية، رغم ارتدائهم الزي الصحفي الواضح، وفي مواقع معروف بأنها خالٍ من الأنشطة العسكرية.

صمت السفير هنا لا يمكن تفسيره إلا على أنه تبنٍي كامل لرواية الاحتلال، وتنصل من المبادئ الأساسية لحرية الصحافة وحماية المدنيين في النزاعات. قناة الجزيرة وثقت خلال الحرب مقتل عدد من طاقمها، وسط صمت دولي وتواطؤ إعلامي، وجاء تجاهل السفير ليعزز الصورة التي ترى في الإدارة الأمريكية أنها ليست فقط منحازة لإسرائيل، بل شريكة في التغطية على جرائم الحرب.

وصف كثير من المراقبين أداء هاكابي بأنه "صهيوني أكثر من نتنياهو" – وهذا ليس من باب المبالغة. فبينما حتى نتنياهو أحيانًا يستخدم لغة استراتيجية وملتوية لتجميل سلوك حكومته، الا ان هاكابي تحدث بمنتهى الفجاجة، متجاهلًا القانون الدولي، وحقوق المدنيين، وحتى أبسط مقومات الخطاب الدبلوماسي.

رغم فجاجة إجابات"السفير ...!!!" التزم الصحفي بيرس مورغان بأسلوب هادئ ومحترم، سائلًا السفير عن الوضع الإنساني والضحايا المدنيين. ومع ذلك، اختار هاكابي التهرب أو السخرية، دون تقديم إجابات موضوعية، مما كشف افتقاره إلى الحجة، والدافع الإنساني، وحتى التماسك الأخلاقي.

تصريحات مايك هاكابي، وتجاهله المتعمد للضحايا المدنيين وللصحفيين المستهدفين – وخاصة صحفي الجزيرة الأخير – تفضح موقفًا عدائيًا واضحًا ضد الحقيقة والعدالة، وتعكس انحيازًا أيديولوجيًا يتجاوز التمثيل السياسي ليصل إلى التطبيع مع الإبادة والتطهير العرقي.

هذه المقابلة تمثل نقطة سوداء في الدبلوماسية الأمريكية، وتؤكد ما يراه الكثيرون: أن واشنطن لم تعد مجرد حليف لإسرائيل، بل تُشارك في تسويق روايتها وتبرير فظائعها، حتى وإن كان ذلك على حساب القيم التي تزعم تمثيلها.

ايضاً تكذيبه للأمم المتحدة و التعاطف الدولي مع اهل عزة و افتقاره الى ادنى مشاعر انسانية او ابوية ، انسان فقد كل احاسيس الرجولة واثبت انه صهيوني اكثر من نتنياهو . هنالك حول العالم سفراء أمريكيين قمة في الدبلوماسية والسياسة. لفد تعاملت و تزاملت مع عشرات السفراء و الدبلوماسيين الأمريكيين حول العالم، وكانوا قمة في الدبلوماسية و السياسة و الإنسانية والادب والخلق الكريم .

ما كشفه مايك هاكابي في مقابلته مع بيرس مورغان لا يمثل مجرد تصريحات ساخرة أو منحازة لإسرائيل، بل هو تكذيب لكل القيم الإنسانية، وخاصة في ما يتعلق بالتعاطف مع أهالي غزة الذين يواجهون واحدة من أعظم الأزمات الإنسانية في التاريخ المعاصر. كان من المتوقع أن يمثل السفير الأمريكي في إسرائيل الدولة التي تدّعي دعم حقوق الإنسان، ولكنه أثبت في هذه المقابلة أنه لا يختلف كثيرًا عن أيديولوجية نتنياهو، بل هو "صهيوني أكثر من نتنياهو" كما وصفه الكثيرون.

تصريحات هاكابي تجاه أزمة غزة وتجاهل المعاناة الإنسانية للمواطنين، بمن فيهم الصحفيون الذين استشهدوا، جاءت في وقت يتزايد فيه التعاطف الدولي الكبير مع أهل غزة. المنظمات الدولية بما فيها الأمم المتحدة قدمت تقارير صادمة حول حجم الدمار والقتل والتهجير القسري، ونددت بما وصفته "جرائم الحرب الإسرائيلية" ضد المدنيين، ورغم ذلك فإن السفير الأمريكي اختار التكذيب والتهرب من الاعتراف بهذه الحقيقة المرة.

المواقف الأممية تتناقض بشكل صارخ مع تصريحات هاكابي، الذي تجاهل تمامًا نداءات الأمم المتحدة، ومنظمات حقوق الإنسان، وغيرها من الهيئات الدولية التي تطالب بوقف القصف وفتح ممرات إنسانية. حيث كان يتجاهل هذه المواقف الأممية ويعمد إلى تسويق وجهة نظر نتنياهو، حتى لو كانت على حساب القيم الإنسانية.

في تلك المقابلة، ظهر هوكابي في موقف بعيد عن الإنسانية والأبوة، فهو لم يُظهر أي مشاعر تحسّس من معاناة الأطفال والنساء في غزة. بل تطرق بسخرية لمواقف من المفترض أن يتعامل معها بروح المسؤولية، وخاصة في قضايا الدماء والأرواح التي تُزهق يوميًا في غزة. هناك فارق شاسع بين الدبلوماسية التي تسعى للبحث عن حلول سلمية وبين التهكم على معاناة المدنيين.

كان من المفترض أن يعكس هاكابي صورة أكثر توازنًا، وينقل الصورة الدقيقة التي أظهرتها التقارير الأممية، لكنه اختار العكس تمامًا. السفير الذي يفترض أن يمثل القيم الأمريكية، العدالة وحقوق الإنسان، أثبت أنه لا يمتلك أدنى مقومات الرجولة ، الإنسانية و الدبلوماسية، بل جعل من موقفه منصة لدعم الجرائم الإسرائيلية.

في مقابل هذا السفير الذي افتقد إلى الحس الدبلوماسي، يوجد عدد من السفراء الأمريكيين حول العالم الذين يمثلون الولايات المتحدة بكفاءة وواقعية، متحلّين بأعلى درجات الإنسانية والدبلوماسية، ويعملون على تعزيز مصالح بلادهم من خلال حوار بناء وحلول سلمية.

بينما يظهر هاكابي بمظهر المدافع المتطرف عن سياسات إسرائيل دون أي اعتبار للمجتمع الدولي أو للمبادئ الإنسانية، فإن هؤلاء السفراء الأمريكيين يظهرون وجهًا مغايرًا من الدبلوماسية الهادئة والمتوازنة التي تركز على المصلحة العامة دون المساس بالقيم الأساسية للإنسانية.

واخيراً ليس اخراً ما قام به هاكابي في مقابلته مع الصحفي المرموق بيرس مورغن والمحايد في لقاءاته والذي يستحق كل تقدير واحترام ، لا يعكس الموقف الأمريكي الرسمي، بل يعكس تطرفًا واضحًا وخروجًا عن الأطر الدبلوماسية المعروفة. تجاهل معاناة أهل غزة، وتعليقاته الساخرة عن الجوع، تفضح انحيازه وافتقاره إلى أبسط مشاعر الإنسانية. إن مثل هذه المواقف تؤكد ما يقوله العديد من النقاد: هو صهيوني أكثر من نتنياهو، وهو لا يعكس بأي حال من الأحوال وجهة النظر الأمريكية المعتدلة التي تعمل على دعم حل عادل وحماية حقوق الإنسان في المنطقة.

في الوقت نفسه، لا ينبغي أن يغيب عن الأذهان أن العديد من السفراء الأمريكيين يتمتعون بالكفاءة الدبلوماسية والإنسانية، ويعملون جاهدين من أجل نشر السلام والعدالة في أرجاء العالم.

* مركز فرح الدولي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية
muwaffaq@ajlouni.me





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :