أحلام نتنياهو التوسعية: نار تأكل نفسها
د. محمود الشغنوبي
14-08-2025 11:58 PM
أحلام بنيامين نتنياهو بـ "إسرائيل الكبرى" ليست مجرد أوهام استعمارية بل شعلة تشعل بركان الغضب العربي من الأردن إلى العراق. هذا المشروع السرطاني - الذي يمتد خرائطه من النيل إلى الفرات ويبتلع فلسطين والأردن كـ"وطن بديل" ويهضم الجولان السوري المحتل ويطمع بجنوب لبنان ويتلصص على أجزاء من العراق والسعودية - لم يعد خافياً على أحد.
إنه الكشف الأوضح لوجه الكيان المتوحش الذي يلبس ثوب التوراة المزورة لابتلاع الأرض العربية. لكن الغول التوسعي الذي يعيش على تنفس صناعي أمريكي (مليارات الدولارات والفيتو السياسي) وتواطؤ غربي صامت، يجهل أن شعوب المشرق تصنع سكينتها الأخيرة.
الأردن - قلبة النار تحت الرماد - لم يعد يتحمل خطاب الدبلوماسية الرسمية. تصريحات نتنياهو التي تلمح بابتلاع المملكة أشعلت الشارع من العقبة إلى الرمثا. الناشطون يصرخون: "كفى دفن الرؤوس في الرمال!" والنواب يحذرون: "حان وقت التجهيز للمعركة!". التهديد الشعبي هنا ليس شعارات: إنه استعداد متصاعد لمواجهة مصيرية. الأردنيون يعرفون أن "المملكة العربية المتحدة" التي يروجها الكيان ليست نظرية مؤامرة بل سكين على حناجرهم، وهم لن يكونوا وقوداً لمشروع "الوطن البديل". كل حجر في معان والكرك وإربد يقول لنتنياهو: ستتحول أحلامك إلى كابوس.
الغضب العربي يتجاوز الحدود: في العراق تُحرق أعلام التطبيع، وفي سوريا يتدفق المتطوعون نحو الجولان المحتل، وفي لبنان تتحضر المقاومة لمعركة التحرير. حتى السعودية - التي طالما نظر إليها الكيان كحليف محتمل - تطلق إنذاراً واضحاً: "مشاريعكم التوسعية تهدد الأمن الإقليمي بأكمله". هذا ليس رفضاً دبلوماسياً بل صفعة شعبية لقادة التطبيع. رسالة المشرق واحدة: دمنا لن يكون رخيصاً.
المقاومة المسلحة - من غزة إلى الجنوب اللبناني - أصبحت السيف المسلط على رقبة المشروع الإسرائيلي . تصريحات نتنياهو تأتي متزامنة مع محاولاته يائساً لنزع سلاح المقاومة، لأنه يعرف: كل صاروخ من حزب الله وكل عملية للقسام تقضم أحلام "إسرائيل الكبرى". الشارع العربي يردد: "لو سقطت المقاومة لسقطت دولنا بعده"، إنها المعادلة التي أفقدت الكيان نومه.
ثلاث قنابل موقوتة ستنسف أحلام نتنياهو من الجذور: الصمود الديموغرافي لفلسطينيي 48 الذين يحولون الكيان إلى كابوس ديموغرافي، انهيار الدعم الغربي مع فضح ازدواجية معاييرهم، وانفجار الغضب العربي الذي يتحول إلى إعصار. الكيان يشبه سفينة تايتانيك تحمل أوهاماً توسعية، تصطدم بجبل الجليد: يقظة شباب عربي يهتف "المقاطعة سلاحنا" وينشر خريطة فلسطين في كل جامعة.
تحذير أخير من شعوب المشرق: كل جريمة ترتكب في غزة، كل مستوطنة تُبنى في الضفة، كل محاولة لتهويد القدس، ليست إلا خطوة نحو الهاوية. دم الشعوب العربية ليس رخيصاً كما تتصورون.
الأردن - بحكمته التاريخية ونسيجه المجتمعي المتين - سيكون القلعة التي تتحطم عليها أحلامكم. واليوم الذي ستجف فيه دماء الأطفال في غزة، سيكون شرارة الإعصار الذي يجرف مشروعكم من النهر إلى البحر. التاريخ يشهد: كل إمبراطورية استعمارية سقطت، وهذه لن تكون الاستثناء.
وسلامتكم..