التصعيد في الضفة الغربية: اقتحام نتنياهو ومآلات المشروع الإسرائيلي
مأمون المساد
19-08-2025 01:36 AM
في خطوة تُعد من أخطر ما اتُخذ على صعيد التصعيد الإسرائيلي خلال السنوات الأخيرة، قاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اقتحامًا رمزيًا واستفزازيًا لمنطقة في الضفة الغربية، محاطًا بوحدات من جيش الاحتلال، ومُلوّحًا برسائل سياسية وعقائدية تتجاوز حدود التكتيك العسكري، لتصل إلى عمق مشروع "إسرائيل الكبرى" الذي يعيد إنتاج خطاب الضم والهيمنة.
نتنياهو يحاول في خطوته هذه يسعى ترسيخ صورته كـ"زعيم حاسم" وسط أزمات داخلية خانقة، تشمل تراجع شعبيته، انقسامات في المجتمع الإسرائيلي، وضغوط متزايدة من المعارضة. هذه الخطوة تُقرأ كجزء من سياسة الهروب إلى الأمام، وتصدير الأزمات الداخلية نحو ملف الصراع مع الفلسطينيين.
يجب ان لا ينظر الى ان الاقتحام ليس مجرد حدث إعلامي، بل يحمل رسائل ميدانية للفلسطينيين مفادها: "لا خطوط حمراء". ويُرجّح أن يكون له تداعيات على الأرض من خلال موجات اقتحام جديدة، أو توسعة للاستيطان، أو حتى تنفيذ عمليات تهجير قسرية في مناطق "ج" المصنفة تحت السيطرة الإسرائيلية.
بالمقابل فإن خطوة نتنياهو تُربك التحركات الدولية التي تحاول الدفع نحو حل الدولتين. كما تثير مخاوف من اندلاع موجات عنف جديدة قد تتوسع إلى مناطق أخرى مثل القدس وغزة، وربما تُعيد إشعال الساحة الفلسطينية كليًا.
ربما المطلوب اليوم أكثر من اي وقت مضى هو موقف فلسطيني موحد، يتجاوز الانقسام، ويواجه هذا التغوّل الإسرائيلي برؤية سياسية وميدانية موحدة، مع تفعيل أدوات المقاومة الشعبية والدبلوماسية الدولية ، وتحرك سياسي موحد يوقف مسلسل التجاوزات الإسرائيلية قبل أن تنفلت الأمور من عقالها.