مخطط "نافو" المشروع الصامت لتفكيك المنطقة وتوسيع اسرائيل
د. بركات النمر العبادي
19-08-2025 12:14 PM
* "الحلم المتجذر في الثقافة اليهودية الصهيونية و البناء على السرديات المكذوبة المختلقه"
تتجدد اليوم التساؤلات حول ما يُعرف بـ "مخطط نافو" ، الذي وُضع في خمسينيات القرن الماضي ، كمشروع توسعي إسرائيلي خطير يهدف إلى إعادة تشكيل خارطة الشرق الأوسط من منطلقات عسكرية وديموغرافية وجيوسياسية ، ورغم أن المخطط لم يُعلن رسميًا في وثائق الحكومة الإسرائيلية ، إلا أن تطورات الأحداث خلال العقود السبعة الماضية تكشف بوضوح معالمه وتطبيقاته على الأرض.
وتعود جذور المشروع لعام 1953 والذي وضع على يد نخبة من ضباط "الهاغاناه" والمستشارين الاستراتيجيين المقربين من حكومة ديفيد بن غوريون ، في مرحلة كانت إسرائيل تسعى لتثبيت نفسها كقوة إقليمية وسط محيط عربي معادٍ ، وتمثلت أهداف المخطط في ما يلي:
• احتلال أراضٍ عربية: تشمل سيناء، الضفة الغربية، شرق الأردن، الجولان، وجنوب لبنان حتى نهر الليطاني.
• تفريغ ديموغرافي للسكان العرب لصالح التوسيع الاستيطاني.
• السيطرة على الموارد المائية في الليطاني والجولان.
• إنشاء حدود دفاعية طبيعية تضمن التفوق الأمني الإسرائيلي على المدى الطويل.
ومن السر إلى الواقع :بدأت ترجمة بنود هذا المخطط على أرض الواقع ووضعة موضع التنفيذ عام 1967، حيث احتلت إسرائيل بالفعل .
• سيناء: قبل أن تنسحب منها لاحقًا بعد اتفاقية كامب ديفيد عام 1979.
• الضفة الغربية: ولا تزال تحت الاحتلال مع توسع استيطاني غير مسبوق حتى عام 2025.
• الجولان السوري: احتلال عام 1967، تلاه إعلان ضم رسمي في 1981.
• جنوب لبنان: اجتياح عام 1982 ثم انسحاب جزئي في 2000.
• وادي الأردن: ظل هدفًا استراتيجيًا ضمن خطط التوسع العسكري والسياسي.
امتدادات نافو.. من أولون إلى غزة :
لم يتوقف تطبيق مخطط نافو عند الحدود التي رُسمت له في الخمسينيات ، بل تطور عبر عدة مشاريع فرعية منها:
• خطة أولون (1967) : ركزت على ضم وادي الأردن كحد أمني دائم.
• خطة دروبليس (1978) : وسّعت الاستيطان في الضفة لفرض أمر واقع.
• مشروع القدس الكبرى: يهدف إلى محو الطابع العربي عن المدينة.
• خطة ينون (1982) : وثيقة تُنسب لمستشار بوزارة الخارجية تدعو لتفتيت الدول العربية طائفيًا.
• خطة الاحتلال الكامل لغزة (2025): أُعيد فيها طرح فكرة "تفريغ غزة" من سكانها لصالح مشاريع أمنية واستيطانية ، ضمن مشروع "ممر موراج" الذي شطر جنوب القطاع.
مشروع نافو لا يزال حيًا ، رغم مرور أكثر من 70 عامًا على طرحه ، يظل مخطط نافو أكثر من مجرد وثيقة تاريخية. فكل المؤشرات على الأرض ، من الاحتلال والاستيطان إلى التهجير وإعادة ترسيم الحدود ، تؤكد أن هذا المشروع لا يزال يعمل – ربما بصيغ مختلفة ، لكن بأهداف لم تتغيّر: إعادة تشكيل المنطقة العربية لصالح التفوق الإسرائيلي ، وترسيخ اسرائيل على حساب المنطقة العربية ، ورغم معاهدات الصلح مع اسرائيل فانها لا تعدو اكثر من حبرا على ورق و ما التقيد بها الا لحين سريان مفعول بنود المخططات الاخرى التي اعدت سرا لابتلاع العالم العربي بالتدريج بعد تحويله الى كنتونات عربية غيرقادره على ادارة نفسها ، و الصحوة من الغفلة المتأخرة كأن لم تحدث لانها بحكم الميته قبل ان تولد ، وما يقوم به ريئس الحكومة الاسرائلية هو واعضاء حكومته المتطرفة بالتوسع على حساب الاردن و هذا يعد تصدير للزمة وارضاء لطموح اليمين المتطرف و هم يعلموا ان الاردن ليس بالخصم السهل وان لديه من اوراق اللعب ما سوف يقلب السحر على الساحر ونحن نتطلع لان تكون الارض كلها سا حة حرب مفتوحه ليعلم الذين كفروا اي منقلب سينقلبون .
حمى الله الاردن و سدد على طريق الحق خطى قيادته وشعبه