يتهامسون.. يتخافتون.. يرتجفون .. يخشون من عيون الحضور.. من عتاب المدربين.. من عدم اكتمال المشهد بجماليته.. يبحثون عن دمج الفرد في الكل.. فهم يؤمنون أن كل منهم يكمل الآخر.. والكل يكمل جمالية العمل الذي تدربوا عليه لأشهر طوال.. يدخلون فرادا بل جماعات.. تهمس طالبة لرفيقتها : "سننجح".. تحفز كل منهما الأخرى.. ليهرب الرعب من رهبة الحضور.. يتماسكون .. يصبحن أقوى.. يدخلن بكل بهاء.. فهن يقدمن حضارة وطن وثقافة مجتمع..فهن النجوم في صالة العرض.
وبين المبدعات تقف صانعات العمل.. قلوبهن معلقة بحركات الطالبات.. وعيونهن تراقب ردود فعل الحضور.. يسعدهن التصفيق وصرخات الإعجاب.. يحلمن أن يستمر الإبهار حتى النهاية.. ومع كل صفقة وصرخة سعادة يزداد الفرح لديهن.. يشعرن أن جهدهن تحول لواقع جميل.. للوحات فنية تؤرخ للوطن.. اغاني فلكلورية تطرب لها الآذان.. يقفن بانتظار خروج الطالبات لاحتضانهن.. لتهنئهتن..لتهنئة أنفسهن.. لخطف السكينة بعد تعب العمل .. لزراعة البسمة بعد الخوف والسعادة بختام المشهد.
وعلى المدرجات يجلسون.. يركزون .. يشاهدون ابداعات جماعية.. ولدت بتدريب متواصل وجهد دؤوب..فهؤلاء يحملن دلة القهوة ليسقين ضيوف الوطن.. وأخريات يحمل أطباق الكرم الأردني.. وغيرهن يرحب بالحضور.. فيصفقون ويبتسمون ويشجعون .. يطلبون المزيد من الابداع لشعب عاشق للإبداع.. يقفون في أماكنهم لتهنئة الورود ..صاحبات ريح الوطن .. فعطرهن يطغى على المكان.. وبسمتهم تمسح الأحزان.. فيفرحن القلوب والعيون.. وينطقن بغير كلام.. نحن الأردن .. نحن صُناع الأمل والإبداع.
ومن بين الحضور طفلة ترسم فرحتها باحتضان والدتها.. تؤشر لشقيقتها.. تحضّها على المزيد.. فتتسمر عيون الاخت بين زميلاتها على بسمة اختها.. فترد لها التحية ببسمة.. لتصفق الوالدة فرحاً وتطالب بالمزيد من الأمان.. في وطن الحب والأمان.. ووالد يصفق بحنان لفلذة كبدة التي تعمل بإتقان.. مكملة تفوقها في العلم إلى جماعية العمل.. وضيوف يتسابقون للهتاف إنه أردن الألق والكمال.. ويهتفون نجحت البطولة قبل البداية.. وارتقت على قمة البطولات.. فهكذا عودنا أردن الوفاء والإبداع، وهنا تسدل الستارة لتفتح أخرى.