عمون - عالم البحار مليء بالأسرار والأساطير، لكن بعض هذه الحكايات ليست من نسج الخيال، بل وقائع حقيقية موثقة حيرت العلماء والمحققين لسنوات. من بين هذه الظواهر الغامضة، تبرز "سفن الأشباح" التي عُثر عليها وهي تبحر أو تطفو بلا طاقم، وكأن من كانوا على متنها تبخروا فجأة. وفي حين أن بعض الحالات قد تفسر بالعواصف أو الحوادث، تبقى هناك قصص أخرى يقف المنطق والعلم عاجزين أمامها. هذه السفن ليست دومًا مشهدًا مخيفًا كما توحي التسمية، فقد تكون مجرد قوارب تاهت في البحر بعد أن هجرها طاقمها لأسباب طبيعية، لكن هناك نماذج مثيرة للرعب والدهشة، حيث عُثر على سفن كاملة في حالة ممتازة، وطعامها ما يزال على الطاولات، لكن بلا أي أثر للبشر الذين كانوا عليها. وفيما يلي، نستعرض بعضًا من أشهر سفن الأشباح التي تركت وراءها ألغازًا لم تُحل حتى اليوم.

سفينة ريزولفن
في أغسطس 1884، رصد بحارة السفينة البريطانية HMS Mallard سفينة "ريزولفن" وهي تنجرف في البحر بلا استجابة لإشاراتهم. وعند الصعود إليها، وجدوا كل شيء كما لو أن الطاقم غادر للتو: النار مشتعلة في المطبخ، والطعام جاهز على الطاولات، ولا وجود لأي أضرار أو آثار قتال. والغريب أن مخبأ القبطان من العملات الذهبية اختفى، وكذلك قارب النجاة. تم تجهيز السفينة بطاقم جديد، لكن الطاقم الأصلي لم يُعثر عليه أبدًا.

قوارب الجيش الشعبي الكوري
في مشهد مرعب، جرفت الأمواج 12 قاربًا خشبيًا نحو الشواطئ اليابانية، تحمل جميعها آثار بقاء طويل في البحر. لكن الأكثر غرابة كان العثور على 22 جثة داخلها، بعضها بلا رؤوس، وأحد القوارب يحتوي على ست جماجم. وُجدت على متن أحد القوارب قطعة قماش من علم كوريا الشمالية، مما أثار الشكوك حول ارتباطها بالجيش الشعبي الكوري. وحتى اليوم، يظل سبب هذه الرحلة المميتة لغزًا.

الطائر البحري سي بيرد
عام 1750، توقفت سفينة "سي بيرد" التجارية قرب شواطئ رود آيلاند بلا طاقم، لكن القطة التي كانت على متنها استقبلت المحققين بهدوء. وُجدت القهوة تغلي، والإفطار جاهز، ورائحة التبغ تعبق المكان، والعملات متناثرة على الطاولات. لم يكن هناك أي دمار، فقط سجل السفينة الأخير الذي ذكر رؤية "برانتون ريف"، وقارب النجاة المفقود، والطاقم الذي لم يظهر مرة أخرى.

اليخت مانفريد فريتز باجورات
عثر صياد فلبيني عام 2016 على يخت محطم بلا طاقم، لكن بداخله جثة البحار الألماني "مانفريد فريتز باجورات" جالسًا على مكتبه وكأنه يحاول الوصول إلى الراديو. والمفاجأة أن جسده كان في حالة تحنيط شبه كامل، رغم أن وفاته لم تتجاوز أسبوعًا واحدًا، بحسب تقرير التشريح. كيف تحنط بهذه السرعة؟ ولماذا ظل مختفيًا منذ عام 2009؟ لا أحد يملك إجابة.

أسطورة ماري سيليست
تعد "ماري سيليست" أشهر سفينة أشباح في التاريخ. أبحرت في نوفمبر 1872 بقيادة بنيامين بريجز من نيويورك نحو إيطاليا، ومعه زوجته وابنته وطاقم من ثمانية أفراد. وبعد أقل من شهر، عُثر عليها بلا ركاب، مع وجود طعام وماء يكفي لستة أشهر، ودون أي أضرار. قارب النجاة كان مفقودًا، أما سبب اختفاء الجميع فظل بين نظريات القرصنة، والتمرد، ووحوش البحر، وحتى الانفجارات الغامضة. ستبقى "ماري سيليست" لغزًا أبديًا في تاريخ الملاحة.



اليوم السابع