facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




خطة ينون: مخطط الحرب على أوهام الوحدة العربية الجزء(5)


د. بركات النمر العبادي
30-08-2025 07:29 PM

في شباط/فبراير 1982، ظهر مقال قصير في مجلة عبرية متخصصة في الفكر السياسي تدعى Kivunim، كتبه أوديد ينون ، ليحمل عنوانًا أثار الكثير من الجدل: «استراتيجية لإسرائيل في الثمانينيات». في ظاهر الأمر، كانت الورقة تحليلاً استراتيجيًا للوضع الإقليمي ، لكن في قراءات لاحقة ، وخاصة في العالم العربي ، تحولت إلى ما سُمّي بـ«خطة ينون» ، رؤية جيوسياسية لتفكيك الدول العربية إلى كيانات أصغر على أسس طائفية وعرقية ، بما يضمن لإسرائيل تفوقًا إقليميًا طويل الأمد (Yinon, 1982).

جوهر الخطة وأهدافها

تقوم خطة ينون على مجموعة أفكار محورية:
1.تفكيك الدول العربية الكبرى: بدءًا من لبنان كنموذج للتجزئة ، ثم تعميم التجربة على سوريا والعراق ومصر، بهدف إضعاف القدرة على تشكيل تهديد موحد لإسرائيل (Shahak, 1982).

2.استثمار الانقسامات الداخلية: تحويل التوترات العرقية والطائفية إلى أدوات سياسية وأمنية لصالح إسرائيل.

3.إعادة رسم الجغرافيا السياسية: جعل كل دولة عربية كيانًا مجزأً وغير قادر على التأثير الإقليمي.

المراحل الزمنية وما تحقق منها:

في عام 1982 نشر المقال بالتزامن مع اجتياح لبنان ، حيث كان البلد يعيش حربًا أهلية عكست نموذج «الدولة المنقسمة» الذي تحدثت عنه الخطة (MERIP K ), 1982
ومن عام (1982-1990) استمرار انهيار البنية المركزية في لبنان ما اعتُبر «تحققًا عمليًا» جزئيًا للرؤية.

عام 2003غزو العراق وما تلاه من تفكك أمني وصعود الهويات المذهبية والإثنية ، مع بروز إقليم كردستان ككيان شبه مستقل ، وهو ما يشبه ما ورد في خطة ينون.

عام 2011 بد|أت الحروب الأهلية في سوريا واليمن وليبيا ، حيث انقسمت الجغرافيا السياسية إلى سلطات محلية متنازعة ، مما أعاد إلى الواجهة الخطاب المتعلق بـ مشاريع التفكيك .

وترتبط خطة ينون فكريًا بمفهوم «إسرائيل الكبرى» الذي يهدف لضمان تفوق استراتيجي دائم عبر مزيج من القوة العسكرية وتفتيت الخصوم (Cook, 2009). كما يرى بعض المحللين أن سياسات غربية ، خاصة بعد 2003 ، خدمت – بوعي أو بدون وعي – هذه الرؤية عبر إضعاف الجيوش المركزية العربية وتعزيز الكيانات المحلية MERIP, 2013.

و يؤكد العديد من الباحثين أن «خطة ينون» ليست وثيقة حكومية ملزمة بل تحليل شخصي ، لكن تقاطعاتها مع أحداث لاحقة جعلتها مادة خصبة في النقاشات السياسية، كما يشير المؤرخون إلى أن التشابه بين النص والأحداث لا يثبت بالضرورة علاقة سببية مباشرة ، إذ تتداخل عوامل محلية ودولية معقدة في صناعة التاريخ (Passia, 2009).

في زمن اغبر وكأن الخرائط في الشرق الأوسط تُرسم على طاولات الشاي ، بخطوطٍ مائلةٍ وممحية ، بين من يرى في التفكيك مشروعًا استراتيجيًا ، ومن يجربه كهواية جيوسياسية! و خطة ينون ، سواء كانت نبوءة أم خيالًا سياسيًا ، كشفت أن أخطر الحروب تبدأ على الورق ، وأن الشعوب تدفع ثمن حبرٍ لم يجف بعد ، و يا للسخرية حين يتحول تقسيم الأوطان إلى «مشروع» بينما الوحدة تصبح «حلمًا» مؤجلاً ، تمامًا كما تُؤجل الوعود في نشرات الأخبار المسائية.

حمى اللة الاردن و سدد على طريق الحق خطى قيادته وشعبه .






  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :