من يحب الأردن أكثر: أبناء الحراثين أم المتنعمون بخيراته؟
نضال العضايلة
31-08-2025 08:39 PM
في خضم الحالة الجدلية التي يعيشها أولئك القابضون على جمر الوطن، المتعبون من ضنك الحياة، القادمون من أسفل الوادي الى قمة الجبل، أولئك الذين يتسترون خلف جدار ممتد عبر قرى وبوادي دولة اكتوت بنار لا يقوى عليها سوى من يغوص بأعماقها.
وما بين حراث يختلط عرقه بتراب قريته او باديته وآخر يعتبر الأردن فندقاً يأويه لأيام ثم يرحل ليعود من جديد، هذا من نطلق عليه متنعم من خير لم يتعب فيه ولم يبذل جهداً للحصول عليه.
في الأردن طبقة يطلق عليها أبناء الحراثين، هؤلاء هم أبناء الوطن المخلصين الصادقين مع انفسهم، المحبين لوطنهم وقيادتهم اخلاصاً وصدقاً ووفاءاً.
هؤلاء يدركون تماماً ان الوطن ليس جغرافيا، بل قيمة، وأن الكرامة إيمان المخلص وتضحية العاشق، ثابتين على المبدأ في ضجة أولئك المنتفعين.
أبناء الحراثين صادقين في حب وطنهم يحبونه حباً خالصاً، وليس ادعاءاً للحصول على مطامعهم الشخصية أو لنيل أهدافهم الذاتية.
الصورة البديلة التي يجب ان يراها الجميع ليست تلك الصورة التي تُظهر بعضاً من الناس أنهم النخبة، بل الصورة الحقيقية هي ان أبناء الحراثين هم النخبة، وليس اصحاب المنافع وحبهم لوطنهم لا يعني انهم ضحايا الحكومات الأردنية المتعاقبة.
المنتفعون من خير هذا البلد لا يقدمون لنا سوى النفاق والكذب والإنكار، وينظرون لغيرهم نظرة فوقية حتى انهم ربوا اولادهم على هذه النظرة.
نعلم تماماً ان الأردنيون يحبون وطنهم، ولكن ان تحب وطنك لأجله ليس كما تحبه لتنتفع منه، وتملأ جيوبك من خيراته وعندما تكون في مكان يحتم عليك الدفاع عنه تقف مكتوف اليدين مغلق الفم مربوط اللسان.
وفي حين تحولت بعض مواقف المنتفعين إلى بيانات إنشائية أو منشورات نارية على المنصات الرقمية، كان ابناء الحراثين يعبرون عبر عمل ميداني مباشر عما بداخلهم ويصلون إلى الناس لا إلى عدسات الإعلام، وفي النهاية يحصد المنتفع ما زرعه الحراث.
نقول لاؤلئك المنتفعين ان الأردن أكثر من مجرد وطن، الأردن هوية وإنتماء، الأردن هو الحلم الذي يسعى الحراثون لتحقيقه، والواقع الذي يرغب كل حراث ان يعيشه بكل فخر واعتزاز، فيا اؤلئك عليكم ان تعلموا ان حب الأردن ليس مجرد شعار ترفعونه، بل هو شعور عميق يتجذر في القلوب، وينمو فيها منذ الطفولة، ويزداد قوة مع كل تحد نواجهه.
أيها المنتفعون، الأردن ليس مجرد أرض، بل هو حلم نحمله في قلوبنا، ونسعى لازدهاره وتطويره، اما أنتم فمصيركم معلوم ومكانكم معروف، وهذا الوطن سيظل رمزاً للعطاء والفداء، ولكل حراث.