facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الخيارات الإقليمية في السويداء


خلدون ذيب النعيمي
02-09-2025 10:05 AM

يعي الجميع جيداً من جهات اقليمية ودولية مؤثرة ان ما يجري في السويداء حالياً يتجاوز عمقه واثره الجغرافيا السورية ، فتوقع ما ينتج يحتم على الجميع اتخاذ القرارات المناسبة أزاءه بدءاً من الإدارة السورية الجديدة التي تولت أدارة البلاد في كانون الاول الماضي والمُطالبة طمأنة جميع المكونات ببرنامجها الذي يشدد على المواطنة السليمة القائم على المساواة في الحقوق والواجبات ووأد اجواء منهج "خوف الأقليات" الذي عززه النظام السابق ، فضلاً عن ضرورة وعي معارضيها في السويداء من الضرر الاكبر المتمثل بالانقسام والشرخ الذي لحق بالطائفة المعروفية الذي لم يقتصر في السويداء بل وصل الى لبنان كما اشار لها الشيخ سامي ابو المنى وايضاً الزعيم السياسي المخضرم وليد جنبلاط في تحذيره من السعي لحشر الطائفة ضمن الأوراق الإسرائيلية واقصائها عن عمقها العربي والإسرائيلي .

الأردن والذي تشكل محافظة السويداء القطاع الأكبر والاكثر اهمية من حدوده مع سورية استوعب مبكراً خبايا المخططات الاسرائيلية بعيداً عن كذب الحديث عن حماية الأقليات في خضم حرب الابادة الحالية التي تشنها اسرائيل ضد اطفال ونساء غزة فضلاً عن الترويج لما يسمى "ممر انساني" يربط الجولان المحتل بالسويداء عبر محافظة درعا ، فكان الخيار الأردني هو التأكيد على اهمية الحفاظ على وحدة وسلامة التراب السوري بالتوازي مع ضرورة بذل جهود الوحدة المجتمعية لكافة المكونات التي تعيش على هذه التراب ، والاردن في منطلقه بضرورة دعم الحكومة السورية الجديدة في جهودها في هذا الخيار فهو يضمن أمان حدوده الشمالية ويلتقى في ذلك مع تركيا التي يجمعه معها اتصالات دورية فيما يخص تحديثات الملف السوري ، ويبدو هنا ان انقرة بحديثها الاخير حول تطوير قوتها الجوية الدفاعية والجوية تبعث رسالة لتل ابيب انها مستعدة لأي توقع .

البعض في يرى في دعم تل ابيب لمعارضي الحكومة السورية في السويداء بمثابة الافعى التي التهمت بيضة اكبر من فمها فلا هي قادرة على بلعها او التخلص منها خارج فمها ، فمن جهة تحاول اسرائيل ان تحافظ على ذريعة للتدخل ومن جهة اخرى اصبحت كمن يجلب الدب لكرمه وذلك في ظل احوال الاقليات العربية التي تعيش في داخلها وتقارب نسبتها الربع وتعاني اصلاً من التمييز والدونية ومن ضمنها الطائفة الدرزية نفسها ، فهي هنا تجلب النظر والاهتمام لأحوال الاقليات فضلاً تشجيع تلك الأقليات على المطالبة بحقوقها بوسائل شتى ، عموماً حكام اسرائيل في سياساتهم القمعية والمتطرفة التقليدية ضد المكونات العربية ستصم اذانها عن ادعاءها بحماية الاقليات في الجنوب السوري والتي لا ترى فيها الا ورقة للتدخل والمساومة تنقضي بانقضاء الحاجة لها وما مصير ميليشيا جيش انطوان لحد وتخليه عنها وتركهم لمصيرهم بعد الانسحاب من جنوب لبنان عن ذلك ببعيد .

جملة القول ان ما يجري في السويداء له انعكاساته على الجميع سلباً فغياب الاستقرار السوري سينعكس اثاره المباشرة وما سنين الأزمة السورية بعد عام 2011 الا تأكيداً لذلك ، وحكام تل ابيب المتطرفين في سعيهم لخلط الاوراق كمن يحاولون تجاوز فشلهم في غزة من خلال فتح جبهة اخرى خارج فلسطين التاريخية في وقت ما زالت الجبهة اللبنانية لم تتضح بعد ، وهذا الأمر كله يعزز الحاجة للتنسيق الموحد بالقرار والحقيقي الصادق بالنية والفعل بين دول الجوار السوري في التعامل مع ما يجري في السويداء مع تجاوز أي سلبيات او اخطاء رافقت التنسيق في ملفات مشتركة سابقة فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :