لا نريد أن نضحك وسط المحـن.... ولا نريد أن نضحك من شـدة البـكاء أو أن نبكي من شــدة الضحك ... لا نريد أن ننسـحب من منتصف الشـوط لنصل إلى مقاعد المتفرجيـن.. ولا نريـد أن يصبح دور الواحد منا في الغـالب مرهونًا بإرادات الآخريـن ،ومرهونًا بحسابات لا علاقـة لها بالثقافـة ولا بالفكر ولا بالأدب ولا بالفـن.
آن الأوان أن نتخذ القرار الصائب في الزمان الصائب ... وفي اللحظة الصائبــة.... آن الأوان أن نعرف أكثر لحظات ميـلادنا وموتنـا لنـستعد للســباق من جديد .

فالانجاز الحقيقـي هو الرؤية الصادقـة والكلمة الصادقـة وإعادة تدويرها فكرياً وقولبتهـا عاطفـياً لأننا بأمس الحاجـة إليها.

لا أدعًـي بأنني أملك الحلول السـحرية أو الإجابات المنشودة...أو البلسم الشافي لكلومنا الكثـيرة... لكنني من المؤمنين بسطوة الكلمة المكتوبة ووقعها وسـلطانها......فالقلم الصادق يجب أن يكون صورة لما " نحـن عليه " فإذا أصاب القنوط أعماقنا لا نريد أن يصل لأقلامنـا... يجب أن تظل أقلامنا نابضة "يُحسـب لها ألف حساب."

يجب أن نداري ما يَؤثر فينا بالقلم والورقة لأننا أيضًا عندما نقرأ للآخرين نشعر بذواتهم القوية تأتينا عبر كلماتهم وأفكارهم.

ففي هذه الأوضاع التي اغتسلنا فيها بأمطار التجـارب مضطرين للتعبير عن أحوالنا ضمن أفق تطهيري ونقي بعيدين عن الأنانية البغيضة ... والذاتية المفرطة ،والانا المتفخمة.
فهذه " همسـة من قلمـي ومن قلبـي " ادعوكم من خلالها ان نكتب فالكتابة رئـة عريضة للتعبير والتنفيس عما يعتمر أرواحنا ويختلج نفوسـنا بأشكال متعددة لمواجهة كل جديد في هذا العصر الطاغي ...وان نجعل الكتابة علاقة حب ننغمس فيها بالكامل نقدم من خلالها مخزوناً من الكلمات والرؤى والتطورات .... لأننا من خلالها نعيد نسج كلماتنا على سـطوح معتمّة ومزينة ومتسعة.
فما فاتنا اليوم أرجو أن لا يفوتنا غداً فالظلام الذي يُلف حياتنا الثقافية لا يمكن تبديده ألا بتكاتف العقول والأقلام الخيَرة التي تحمل طموح الفكر المنير.

وما يقوله الكاتب عبر أطواره المبدعة هو الذي يؤثر في الآخرين ، ويغّير قناعاتهم ، ويحَرك مــشاعرهم ، ويَوجه عواطفهم وتفكيـرهم وجهة معينة لنمد أنفسنا بمقومات الحياة وأكســجين البقاء .

لا بد أن نترك لأنفسـنا الخيار والحرية، وان نكون على سـجيتنا لنقول ما نريد بطريقتنا ،ونكتب متى نريد دون قيود ودون إطار مسـَبق ... فالكلام الصادق يختار شـكله وإطاره دون افتعال.
في الختام يجب أن نوقظ أقلامـنا من سُـباتها وغفلتها لتصبح جزء من الوجدان العام ،في الأرق الطويل وما أكثره ،او في سـاعات السفر الطويل ،أو في لحظات التعب الجسدي القصوى ..أو في لحظات التـشاؤم الجارحة أو ربما في لحظات الحـب الجميل.


manal_qatawneh@yahoo.com