وزارة التربية تعزز الأداء التربوي: لواء ماركا في طليعة التغيير
د. أميرة يوسف ظاهر
02-09-2025 06:51 PM
تشهد وزارة التربية والتعليم مرحلة انتقالية تتسم بالواقعية والطموح معا، تجلت في التشكيلات الإدارية الأخيرة التي تهدف إلى تعزيز الأداء وتحقيق أثر ملموس في الميدان التربوي، ويأتي لواء ماركا أكبر ألوية المملكة من حيث الكثافة الطلابية وعدد المدارس، في مقدمة هذه المرحلة الجديدة التي تعول على قيادة قادرة على التغيير وصناعة الفارق.
اختيار مدير التربية الجديد من أبناء اللواء لم يكن محض صدفة؛ بل هو قرار مدروس يعكس ادراكا عميقا لأهمية الجمع بين الخبرة الميدانية والفهم الدقيق لاحتياجات المنطقة؛ فقد أمضى سنوات في مواقع قيادية، اكتسب خلالها معرفة دقيقة بالتحديات والفرص، وأثبت خلالها نجاحا إداريا مبنيا على الحكمة وحسن اتخاذ القرار، وهذه الخلفية تمنحه أفضلية واضحة في رسم خطط واقعية تنطلق من فهم الميدان لا من خارجه.
ولعل اللافت أن الفريق الإداري والفني المساعد يضم مديرين جديدين على اللواء، ما يضيف بعدا تكامليا في القيادة، فوجود قائد متمرس من أبناء اللواء، إلى جانب كوادر تحمل رؤى وخبرات من مناطق أخرى، يفتح الباب أمام مزيج متوازن يجمع بين المعرفة المحلية والأفكار المتجددة. هذا التنوع من شأنه أن يعزز تبادل الخبرات ويثري أساليب العمل، وهو ما نتوسمه كعامل رئيسي لإحداث نقلة نوعية في الإدارة والقيادة.
كما أن التشكيلات الأخيرة شملت تغييرات مدروسة في بعض رؤساء الأقسام، وهو ما يعكس توجها نحو إعادة ترتيب الأولويات وضخ دماء جديدة في مواقع تحتاج إلى تجديد الفكر وتحفيز الأداء، هذه التغييرات إذا ما أديرت بحكمة وانسجام، ستدعم قدرة الفريق القيادي على تحسين بيئة العمل، وتبسيط الإجراءات الإدارية، وتعزيز كفاءة المدارس بما يخدم مصلحة الطلبة أولا.
من المتوقع أن تتضح الفوارق الإيجابية في الفترة المقبلة من خلال عدة مسارات: أولها تعزيز الشفافية والعدالة في الإدارة بما يعزز الثقة ويحفز الكوادر على الإبداع. وثانيها بناء شراكات مجتمعية أكثر فاعلية، مستندة إلى معرفة المدير بطبيعة النسيج المحلي واحتياجاته. وثالثها تطوير بيئة تعليمية محفزة على التميز، ترتكز على برامج تدريب مهني حقيقية تلبي احتياجات المعلمين وتواكب التوجهات التربوية الحديثة.
إننا أمام مرحلة تحمل وعودا بالتغيير المنتج، لا بالشعارات بل بالعمل الميداني وخطط التنفيذ الواقعية، فالقيادة الجديدة للواء ماركا –بتكاملها وانسجامها– مؤهلة لإحداث بصمة مختلفة تعكس وعيا عميقا بأهمية الجمع بين الخبرة الميدانية والرؤية الاستراتيجية، وهي بصمة نتوسم أن تتحول إلى أثر واضح يقاس بالنتائج، ويعيد تشكيل ملامح العمل التربوي بما يلبي تطلعات المجتمع المحلي ويليق بريادة التعليم في المملكة.