لماذا توني بلير في هذه المرحلة .. ؟
صالح الراشد
03-09-2025 01:45 PM
انطلقت دعوات متعددة لمحاكمته توني بلير كمجرم حرب بسبب مشاركته في تدمير العراق وتزوير الأدلة وتلفيق التهم، وغاب عن المشهد العلني لفترة طويلة لكن خدماته في السر كانت مطلوبة، فهو رئيس وزارء بريطانيا العظمى الدولة التي قادت صناعة الموت والقتل في العصر الحديث، والتي استسلمت للرغبات الصهيونية منذ أن سرقت أرض فلسطين ومنحتها لليهود، ولا تزال تحافظ على دورها في سرقة حق الشعوب في الحياة، وما أن يذكر إسم توني بلير إلا ويتحسس العقلاء رؤوسهم كونه عقلية إجرامية سادية تبرر لديه الغاية الوسيلة، ليكون أحد النجباء في مدرسة ميكافيلي.
بلير عاد للمشهد من الباب الواسع في واشنطن للتأثير في مشهد غزة وإلحاق أقصى أنواع الدمار فيها لتطبيق حلم شبيهه ترامب، إضافة لإيجاد طريقة لتخليص رئيس وزراء الكيان المحتل النازي نتنياهو من الحبل الذي يشنق به نفسه ومن مطاردات الجنائية الدولية، ليكون بلير رجل الخلاص للصهيونية القادر على تهجير أهل غزة وإنقاذ نتنياهو، وهذا أمر لا يحتاج لسياسي شريف أو عسكري لديه قيم ومبادىء، بل يحتاج إلى سياسي بلا ضمير يجيد جميع فنون الكذب والقتل ويحلله ويملك القدرة على ممارسة كذب ما بعد الحقيقة باحترافية، وفي العصر الحالي لا يوجد أفضل من بلير في هذا المجال وجرائمه خير شاهد على قدراته، ومعه في هذه المهمة القذرة كوشنير.
وكما أن بلير مرفوض عراقياً فإنه مرفوض فلسطينيا بعد أن أعلن الولاء للكيان الصهيوني خلال فترة رئاسته للحكومة البريطانية، ثم من خلال دوره كمبعوث للجنة الدولية الرباعية لعملية السلام في الشرق الأوسط والتي ضمت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وروسيا، وفشلت هذه اللجنة بتحقيق أي نقاط تخدم الفلسطينين بل كانت كغيرها من رُسل الموت لجنة لتبرير قتل الفلسطينيين، ليطلق عليها الكثيرون "لجنة الموت" وهذا أمر طبيعي كونها ضمت متخصصون في تدمير الدول وقتل شعوبها وتبرير كل ذلك بأنه إنجاز عظيم يخدم البشرية.
بلير الجوال في السر حط رحاله أخيراً في واشنطن باجتماع رباعي مع الرئيس ترامب وصهره كوشنير الباحث عن صورة عالمية جديدة تمنحه الفرصه لتعويض فشله السابق، وويتكوف المبعوث الأمريكي غير النزيه للشرق الأوسط، وهنا نتوقف فهذا الرباعي لا يبحث عن الخير إلا للصهيونية العالمية التي تتلمذوا في مدارسها حتى أوصلتهم لمراتبهم السابقة والحالية، ومهما تبوأوا من مناصب يعودون لخدمتها حتى لو بوظيفة مستشار، فإرضاء الصهيونية هو طموحهم وبقاء الكيان الغاصب على أرض فلسطين هو الهدف الأبرز لدى الحركة الصهيونية، لتكون أهداف الاجتماع واضحة لكل ذي عقل وهو منح الكيان المزيد من الوقت لممارسة القتل وإنهاء غزة من الوجود.
آخر الكلام:
حين تفشل العصابات في تنفيذ عملية سرقة أو اغتيال يلجؤون للمحترفين أو للمرتزقة، وكما أن الكيان يعتمد على المرتزقة وأصحاب العقود الفردية للقتل في غزة، فكذلك واشنطن أبرمت عقداً للقتل مع بلير أفضل مختص وأعظم كاذب، لكن نهاية الرواية تبقى مفتوحة كون المفاجآت غير معروفة وهو ما يُرعب لصوص الأوطان.