facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




لماذا أطالِب بعطوفة .. وليس سعادة؟


محمود الدباس - أبو الليث
11-09-2025 09:31 AM

الألقاب ليست مجرد كلمات تقال.. وإنما انعكاس لجوهر موقع.. وطبيعة دور.. وكيفية وصول.. ومن هنا تبدأ الحكاية..

حين يكون رئيس البلدية منتخبا من أبناء منطقته.. فإن الصبغة العائلية والعشائرية.. وحتى المناطقية.. تكون حاضرة بقوة.. فلا غرابة أن يحمل لقب سعادة.. لأنه جاء بفضل أصوات محيطه.. وبفضل وعود انتخابية.. كان عليه أن يسعى جاهدا.. لإرضاء مَن أوصلوه.. فتراه حذرا في قراراته.. مترددا في تطبيق القانون على بعضهم.. خشية أن يغضب ناخبا.. أو وجيها.. وهنا تصبح المصلحة العامة في مراتب متأخرة.. بينما المصالح الخاصة في الصدارة..

أما حين يكون رئيس البلدية معيّناً بقرار حكومي.. ويحمل لقب عطوفة.. فإنه يدخل الموقع بصفته ممثلا للدولة.. لا للعائلة.. وبصفته مسؤولاً عن خدمة الجميع.. لا عن إرضاء قاعدته الانتخابية.. فلا عين مكسورة.. ولا وعود مقيّدة.. ولا خشية من ناخب.. يذكّره بما بذل ليلة الانتخابات.. وهنا يصبح القانون هو الحكم.. والمصلحة العامة هي المعيار..

لقد رأينا الفارق واضحا في عمل اللجان المؤقتة.. التي تولّت إدارة البلديات.. فقد تعاملت مع الناس على قدم المساواة.. لم تحابِ أحدا.. ولم تتوقف عند خاطر شخص.. أو مجموعة.. بل سارت وفق النظام والتعليمات.. فانعكس ذلك على الأداء والمصداقية.. على الرغم من الالغام التي يكتشفونها كل يوم..

وأنا شخصيا عشت التجربة أكثر من مرة في منطقتي.. ورأيت بعيني كيف اختلف التعامل.. بين مرحلة اللجان.. ومرحلة المجالس المنتخبة.. ليس تقليلا من الرؤساء المنتخبين.. ولكن الحقيقة.. أن مَن كان منهم متعثرا في بلديته.. كان سينجح نجاحا باهرا.. لو تولى رئاسة بلدية في منطقة أخرى.. لا ينتمي إليها.. وهناك رؤساء في مناطق بعيدة.. أثبتوا بالفعل.. أن الغربة عن العائلة والحي والناخبين.. تمنح المسؤول حرية أوسع لاتخاذ القرار الصحيح..

من هنا.. فإن المطالبة بعطوفة رئيس البلدية.. ليست ترفاً لغوياً.. ولا بحثا عن لقب جديد.. بل هي مطالبة بمرحلة جديدة في إدارة البلديات.. مرحلة يكون فيها الرئيس.. عابرا للعشيرة والمنطقة.. ممثلا للوطن كله.. لا لجزء منه..

فإن أردنا بلديات قوية.. خدمية.. عادلة.. لا بد أن نفكر في تغيير فلسفة اختيار الرئيس.. فالعبرة ليست في الصندوق وحده.. بل في ضمان أن يكون القرار بيد مَن لا تقيّده العواطف.. ولا تحكمه الولاءات..

لأن الوطن أكبر من كل صندوق انتخاب.. وأعمق من كل لقب..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :