facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل ستظل بائعا للوقت أم سترتقي لتكون مستثمرا لحياتك؟


د. أميرة يوسف ظاهر
14-09-2025 10:38 AM

تخيل أن حياتك مجموعة محدودة من العملات الذهبية الثمينة، وكل يوم تنفق منها ثماني عملات وفي نهاية العمر ينفد الرصيد، برأيك: كم تدفع لك هذه العملات في المقابل؟ وكيف تستثمرها لتعود عليك بقيمة أكبر مما تعطي؟ تذكر نحن لا نبيع ساعات عملنا، لكننا نستثمر جزءا غير متجدد من عمرنا في صفقة تحدد حاضرنا ومستقبلنا.

المنظور التقليدي يرى العمل صفقة تجارية باردة بثماني ساعات مقابل راتب، بهذه العقلية يتحول الوقت إلى سلعة استهلاكية قابلة للبيع والشراء، بينما هو في حقيقته أصل لا يمكن استرداده، والنتيجة حياة مكررة واستنزاف متواصل وعائد يتوقف بمجرد انتهاء الدوام. وعلى النقيض هناك فلسفة أرقى وهي أن ترى وقتك كرأس مال حي، ومحفظة استثمارية متجددة تحتاج إلى إدارة واعية.

كل ساعة هي أصل داخل هذه المحفظة، وبعضها أصول نقدية: المهام الروتينية التي تضمن دخلك، ضرورية لكنها منخفضة العائد على المدى البعيد، وبعضها أصول نامية: الساعات التي تستثمرها في تعلم مهارة جديدة، أو في توسيع شبكة معارفك؛ مثل حضور فعالية قطاعية أو التطوع لقيادة مبادرة جديدة في عملك، وأخرى أصول دفاعية: السمعة المهنية التي تحميك من تقلبات السوق وتبقى رصيدا ثابتا حتى حين تنهار الأسعار من حولنا.

والمعادلة الحقيقية تقاس بالعائد على الحياة (Return on Life – ROL) فلا يكفي السؤال: كم راتبي؟ الأهم: ماذا أضفت إلى مهاراتي هذا الشهر؟ وهل اتسعت دائرة معارفي؟ كيف عززت سيرتي المهنية؟ كم أبقيت متسعا من الطاقة لعائلتي ولنفسـي؟ فالعائد الفعلي ليس في الأصفار البنكية، إنه النمو الذي يتجسد في خبراتك وعلاقاتك ونوعية حياتك.

ولأن كل استثمار يحتاج إستراتيجية إذا أنت بحاجة إلى مراجعة أسبوعية لمحفظتك، بتخصيص نصف ساعة مساء الجمعة مثلا لتسأل نفسك: كم ساعة ذهبت إلى الروتين؟ وكم ساعة خصصت للنمو؟ ثم ضع هدفا صغيرا للأسبوع التالي: رفع نسبة ساعات النمو بنسبة 5%. وحتى في قلب المهام المملة ابحث عن فرص المراجحة: إي كيف تحول مهمة روتينية إلى فرصة استثنائية مثل تعلم أداة جديدة تختصر وقتك مستقبلا، أو استغلال اجتماع اعتيادي لتقوية شبكة علاقاتك.

بهذه النظرة يتحول عملك من صفقة استنزاف إلى مشروع استثمار متكامل، في الحصول على تحد جديد أو فرصة لمؤتمر عالمي أو تجربة تكسبك مهارة غير تقليدية، فتتحول ساعات عملك لأصول حية تدر عائدا مركبا يتضاعف مع الزمن.

الوقت هو العملة الوحيدة التي نمتلكها جميعا بالتساوي، والفارق بين الناس هو في طريقة استثمارها، البعض يستهلكها سريعا ليعيش على فتات مؤقت، والبعض يحولها إلى ثروة من الخبرات والإنجازات والعلاقات التي تبقى حتى بعد انتهاء الدوام. والجواب لا يوجد في ساعة العمل القادمة لكن في القرار الذي تتخذه الآن: هل ستظل بائعا للوقت، أم سترتقي لتكون مستثمرا لحياتك؟





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :