اين تكمن مصلحةًالولايات المتحدة الاميركية مع العالم العربي والإسلامي… أم مع إسرائيل؟!

إسرائيل، وبدعم أمريكي مباشر وصريح، لا تهدد فقط استقرار المنطقة، بل تزعزع ركائز الأمن والسلم العالمي. فهل أصبحت واشنطن، تحت إدارة الرىيس ترامب، عاجزة عن التمييز بين حليف يجرّها إلى الهاوية، وبين منطقة تمثل عمقًا استراتيجيًا واقتصاديًا وثقافيًا لمصالحها على المدى البعيد؟

على الرئيس الأمريكي أن يراجع أولويات بلاده، وأن يطرح على نفسه سؤالًا بسيطًا:

هل المصلحة الأمريكية الحقيقية تكمن في الارتهان لسياسات نتنياهو الطائشة، أم في الحفاظ على علاقات متوازنة مع العالم العربي والإسلامي الذي يشكل أكثر من ربع سكان هذا الكوكب؟

نتنياهو لا يقود فقط حكومته نحو التطرف، بل يجرّ الرىيس ترامب شخصيًا إلى مستنقع سياسي خطير، ويزجّ بالولايات المتحدة إلى مواجهة مع شعوب العالم العربي و الإسلامي، بل ومع المجتمع الدولي بأسره.

وفيما تصمت واشنطن عن جرائم الاحتلال، وتغض الطرف عن العدوان الإسرائيلي على دولة ذات سيادة كقطر و حليف قوي للولايات المتحدة ووسيط سلام ، هناك قوى دولية كالصين وروسيا تراقب هذا "الغباء الاستراتيجي" بصبر… وتستعدبملىء الفراغ الذي تخلّفه أمريكا بسياساتها العمياء والمنحازة.

فهل تدرك الإدارة الأمريكية أن تحالفها الأعمى مع إسرائيل، قد يكون مكلفًا أكثر مما تتصور؟ وهل تعي أن زمن الهيمنة المنفردة قد ولّى، وأن استعداء الشعوب لن ينتج إلا عزلةً دولية لا مفر منها؟

مركز فرح الدولي للدراسات و الابحاث الاستراتيجية

muwaffaq@ajlouni.me