إذا تُرك العمل .. فالصمت قوة
صالح الراشد
17-09-2025 09:58 AM
الصمت لغة لا يجيده إلا العقلاء ويتسلح به المفكرون كون الكلام دون عمل كارثة تجعل الأقزام يتطاولون لشعورهم بالأمان، ففي الصمت تكون الهيبة والمكانة وإخفاء ما في النفوس كون الكتمان أفضل الطرق للوصول للهدف، فالصمت هو الصديق الوحيد الذي لن يخونك أبداً، وهو كالدواء إن أقللت منه نفع وإن أكثرت منه قتل، ففي كثرة الصمت تكون الهيبة فيما من كَثُر كلامه قل احترامه، وإذا تم عقل الإنسان نقص كلامه، لأنه إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب.
إن سلامة الإنسان في حفظ اللسان كون الحكمة تأتي من الإصغاء فيما يجلب الكلام الندامة، فأصل العلم الصمت ثم حسن الاستماع وحفظه، والأهم العمل به انتهاءاً بنشره، فدوماً يكون ضجيج العربات الفارغة أكثر من الممتلئة، لذا يجب أن يكون العمل في صمت ولا يجب أن يكون الصمت عمل، فالندم على السكوت خير من الندم على قول لا يتبعه عمل ولا حراك لأن الكلام يكون مقتلة والصمت منفعة، لذا فان من الأولى بالإنسان أن يتحصن بالصمت رفيقاً حتى تدركه المعرفة والعمل.
ويؤكد الحكماء ان على الإنسان العاقل أن لا يتكلم إذا وجب عليه السكوت، ولا يسكت إذا وجب عليه الكلام، فهناك أسئلة لا يجاب عنها إلا بالصمت، فكثرة الكلام تدل على ضعف العقل والسكوت علامة التخطيط، وفي هذه الحالة إذا افتخر الناس بحسن كلامهم فافتخر انت بحسن صمتك، ولا نُحسن التكلم إلا متى أحسّنا الصمت كون الثرثرة لا تفيد بل تثير عواصف والأفضل أن يسمع العقلاء صمتنا، فإن الإنسان في حاجة إلى عامين ليتعلم الكلام وإلى ستين عاماً ليتعلم الصمت.
آخر الكلام:
لا تنطق بالكلام إلا إذا كان كلامك خير من الصمت، فالأبطال قوم يفعلون الخير في صمت، وعندما يغيب المنطق يرتفع الصراخ، وهنا يكون الصمت ابلغ من الكلام، فالصمت سلاح فعال لإنهاء الكثير من المشاكل والخلافات لأن عدوك يحتار بك وصديقك يلوذ بك منتظراً فعلك ليكون بحوارك.