facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




على قد لحافك .. هل هي تمرد على العادات .. أم إعادتها لأصلها؟


محمود الدباس - أبو الليث
19-09-2025 04:20 PM

لم تعد العادات والتقاليد كما عرفناها يوما.. ولم تعد تلك الروح التي تجمع الناس في السراء والضراء.. صارت في كثير من الأحيان عبئا ثقيلا.. ينهك الجيوب.. ويهلك النفوس.. حتى بات كثير من الناس.. يتمنون أن لا تأتيهم الأفراح.. ولا تحلّ بهم الأتراح.. خوفا من التكاليف التي تفرضها المظاهر والكماليات.. التي لا تمُت لأصل العادة.. ولا لجوهرها بصلة.. ناهيك عن الدخيل منها.. كحفلات التخرج.. وحفلات عيد الميلاد.. ولا ننسى الجاهات العرمرمية لطُلبة العروس.. والعقد مكتوب منذ فترة..

أيعقل أن ينشغل أهل الميت بإعداد الطعام للمعزين.. بينما قلوبهم تتقطع على فقيدهم؟!.. أيعقل أن يتحول الفرح إلى سباق محموم.. لإبهار الناس بقاعات فارهة.. وولائم ضخمة.. وهدايا مرهقة؟!.. أين ذهبت بساطة الألفة.. وصدق المشاركة.. وروح الأخوة التي كان الناس يتنادون بها؟!..

لقد شوهنا عاداتنا الأصيلة.. فأدخلنا عليها ما ليس منها.. حتى غدت تكاليفها.. أكبر من قدرتنا.. فصرنا نعيش "موت وخراب ديار".. وبدل أن تكون المناسبة محطة للتعاضد.. صارت سببا للتباغض والبعد.. وبدل أن تكون فرحا صافيا.. صارت هما ثقيلا.. ونحن هنا.. لا ولن نطالب بإلغاء العادات.. بل نصرخ منادين أن تعود إلى أصلها الطيّب.. إلى معناها الجميل الأول.. حين كان التكافل صادقا.. والفرح نقيا.. والحزن مهيبا يليق بالمصاب..

ومن هنا.. جاءت مبادرة "على قد لحافك".. كصرخة ونداء لإعادة التقاليد إلى حقيقتها الأولى.. لتقول للناس.. لسنا بحاجة لمظاهر جوفاء.. كي نثبت حبنا لبعض.. ولسنا مجبرين على إرهاق أنفسنا.. لنرضي عيون الآخرين.. بل نحن بحاجة أن نعود إلى الأصل.. إلى التكافل البسيط.. إلى مشاركة صادقة بالفرح والحزن.. لا إلى استعراض مبالغ فيه..

وقد كان يوم أمس.. لقاء دافئا بين القائمين على هذه المبادرة.. وأعضاء من ملتقى النخبة-elite.. لقاء حمل نقاشا صريحا.. توافق فيه الحضور على أن الواجب اليوم.. ليس أن نحارب التقاليد.. بل أن ننقذها من التشويه الذي لحق بها.. وأن نعيد إليها وهجها الإنساني الأصيل.. لقد كان الانسجام واضحا.. والإصرار صلبا.. على أن تكون هذه الدعوة.. بداية صحوة اجتماعية.. يلتقطها الشرفاء.. ويحملونها على عاتقهم بثقة وأنفة.. غير آبهين بما قد يرميهم به الجاهلون..

هذه دعوة جريئة وصريحة.. إلى كل مَن يرى نفسه قدوة.. أو مؤثرا.. أن يكون أول المتمردين على المظاهر الكاذبة.. وأول الداعين للعودة إلى البساطة.. وأن يصرخوا معنا.. لا عبء فوق الطاقة بعد اليوم.. لا عادات مشوهة تسرق فرحتنا.. وتثقل مآسينا..

فلتكن هذه المبادرة.. وذاك اللقاء.. الشرارة الواضحة.. ولتكن صرخة مدوية في وجه التكلف.. ولنجعل من عاداتنا جسرا للمحبة والتراحم.. لا قيدا يجرح كرامتنا.. ولا حملا يثقل أعناقنا.. فالكرامة لا تُشترى بالمظاهر.. وإنما تصان بالرحمة.. والتكافل.. والإنسانية الحقة..

وليعلم كل واحد منا.. أن التغيير لا يبدأ من الآخرين.. بل من نفسه أولا.. فليكن كل بيتٍ.. نقطة ضوء في هذا الطريق.. وليبدأ كل إنسان بتخفيف العبء عن أهله.. وأصدقائه.. وجيرانه.. ليكون قدوة بالفعل.. لا بالكلام.. فالتغيير الحقيقي.. يولد من الممارسة.. ومن شجاعة أن نقول.. كفى.. ولنعد إلى أصل العادات.. طاهرة.. خفيفة.. محببة.. تحملنا ولا نحملها..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :