الوفاء للأردن لا يقاس بالتعبير والإنشاء
نضال العضايلة
24-09-2025 02:11 AM
يقول أبو حامد الغزالي: "والبشر يألفون أرضهم على ما بها، ولو كانت قفرا مستوحشا، وحب الوطن غريزة متأصلة في النفوس، تجعل الإنسان يستريح إلى البقاء فيه، ويحن إليه إذا غاب عنه، ويدافع عنه إذا هوجم، ويغضب له إذا انتقص".
الوفاء للأردن لا يقاس فقط بالكلمات الجميلة أو الخطابات المؤثرة، او الرقصات الشعبية والدبكات، بل بالأفعال الصادقة، فأن تكون وفيًا للأردن يعني أن تعمل بجد وإخلاص، وأن تسهم في نهضته، والأهم أن تزرع في ترابه خيراً.
الوفاء للأردن ان تنير دروبه علماً وفكراً، وأن تضع مصلحته فوق مصلحتك، وأن تجعل منه حلمك الأكبر الذي تعمل لأجله بكل ما أوتيت من قوة وعزم.
الوفاء للأردن هو شعور إنساني فطري يعبر عنه الأردنيون بأعمال تخدم مصلحته، مثل الالتزام بالقوانين، المحافظة على البيئة، المساهمة في نهضته، وإعلاء شأنه قبل المصالح الشخصية، ذلك لأن حب الأردن من الإيمان وهو عاطفة أصيلة تربط الإردنيون بمهد طفولتهم وأرض أجدادهم.
أيها السادة: الأردن هو الحضن الكبير الذي يحويكم، وهو المكان الذي مهما ابتعدتم عنه تبقون دائماً معلقين به، والاردنيون والقيادة الهاشمية كالخيمة تسع الجميع، ويستظل بظلها جميع الأردنيين، مما يحتم على الجميع التعاون، وكلاهما متلازمان، فمن رفع شأن الوطن والمواطن، وبذل الغالي والنفيس في سبيل أمنه وتنميته وخدمة مواطنيه، يستحق ان يكون على هذه الأرض الطاهرة.
من نعم الله في هذا الوطن الطاهر وحدة العقيدة والأديان ووحدة القيادة الهاشمية مع الشعب والأرض، فعلينا ان نتأمل هذه المنظومة وإحاطتها بكل معاني الوفاء منها ولها وترسيخ ذلك للأجيال لدوام هذا المعنى العظيم الذي تفقده كثير من شعوب عالمنا اليوم.
ومن بوابة الوفاء للوطن على الأردنيين أن يكونوا مصدا راسخا وأمينا لكل ما يمكن أن يؤثر على أمنه بأي شكل من الأشكال قولاً وفعلاً، وكذلك فيما تكتب وفيما تأخذ وفيما تذر، ذلك إن نيل شرف خدمة الوطن يتطلب الوفاء بالواجبات الوطنية العظيمة التي نصت عليها الأنظمة والقوانين الصادرة من الدولة، وإذا كانت الواجبات الوطنية العظيمة تتعدد وتتنوع بحيث تشمل جميع المجالات، فإنه يأتي على رأسها خدمة المصالح العليا والعامة للوطن والمواطن.
إن فضل الأردن مقرر ومعروف، وإن الإعتراف بجميله يقتضي أن نحافظ عليه من كل سوءٍ ومكروه، وأن نرد إليه الجميل تحت كل الظروف، وأن نعمل جاهدين على نشر الإنجازات في جميع أنحائه، ودرء المخاطر عن كل أرجائه، والمحافظة على سفينة نجاته.
وفي حب الوطن يقول الباري عز وجل في كتابه العزيز {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ}»" سورة العنكبوت، الآية 67.
وفي حب الوطن يقول أكرم الخلق عليه الصلاة والسلام في حبه لمكة المكرمة "ما أطيبك من بلد! وما أحبك إلي!، ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك".
وانظر ماذا يقول الإنجيل عن مكان حياة السيد المسيح: "وَلَمَّا جَاءَ إِلَى وَطَنِهِ.." (إنجيل متى 13: 54).