facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




قراءة في منطلقات حزب المحافظين الاردني للمرحلة المقبلة


د. بركات النمر العبادي
27-09-2025 12:19 PM

* قراءة في منطلقات حزب المحافظين الاردني للمرحلة المقبلة في بيان البلقاء الصادر في السابع عشر من ايلول عام الفين وخمسة وعشرون ميلادية

الجزء الثاني:

إنّ حزب المحافظين الأردني ، وهو يقرأ في كتاب المرحلة ويستنطق وقائعها ، يرى أنّ التهجير القسري الذي يُدبَّر للشعب الفلسطيني ليس مجرد جريمة حرب تُصنّف في دفاتر القانون الدولي ، بل هو محاولة لاقتلاع الذاكرة من أرضها ، وتشريد الروح عن موطنها ، وكسر علاقة الإنسان بالتاريخ ، ولقد علّمنا هذا الشعب الباسل أن الأرض ليست تراباً وحجارة فحسب ، بل هي هوية ودم وانتماء ، ومن يفرّط فيها إنما يفرّط بوجوده نفسه.

وإنّ أيّ مشروع لإعادة إنتاج الاحتلال بصورته الناعمة أو الصارخة ، لن يورث المنطقة إلا حرائق متواصلة ، تحيل الشرق الأوسط إلى برميل بارود يترقب الشرارة ، ذلك أن الفعل العدواني – مهما تجمّل بالشعارات – لا يحصد سوى ما زرع : خوفاً ، وفتناً ، وانفجارات غضبٍ لا تهدأ.

ومن هنا، فإنّ استدعاء قيم التضحية والصمود ليس مجرد ترفٍ خطابي ، بل هو سياج الوعي ، وحارس الهوية ، ومقدّمة لبناء وطنٍ أكثر صلابة في وجه العواصف ، وكما يتكامل الجسد بحراسة القلب والعقل معاً ، فإنّ الوطن يتكامل بتماسك جيشه العربي وأجهزته الأمنية مع سائر قواه الشعبية ، في معادلة صمود لا تنكسر.

إنّ ما يواجهه وطننا وأمّتنا ليس عابراً في الزمن ولا طارئاً على التاريخ ؛ بل هو فصل جديد من صراع قديم ، بين من يختزل الوجود في حدود القوّة والهيمنة ، ومن يؤمن بأنّ الوجود الحقيقي لا يُقاس إلا بقدر ما تصان فيه الكرامة ، وتُحفظ فيه العدالة ، ويُصاغ فيه المعنى الإنساني الأرحب.

ولذلك فإنّ التحديات الجسيمة التي تعترض مسيرتنا ليست قدراً مُظلماً، بل امتحانٌ لإرادة الأمة في أن ترتقي فوق الجراح ، وأن تحوّل آلامها إلى طاقة بناء ، وغضبها إلى مشروع وعي، وخساراتها إلى دروس تفتح أبواب المستقبل ، فالمحن الكبرى إنما تكشف المعادن الأصيلة ، وتصوغ روح الشعوب على هيئة أكثر صلابة ونقاء.

إنّ الدفاع عن الأرض ليس مجرد حماية جغرافيا ، بل هو دفاع عن التاريخ كي لا يُزوّر ، وعن الذاكرة كي لا تُمحى ، وعن المعنى كي لا يتحوّل الوجود العربي إلى هامش في كتاب الآخرين ، ومن هنا فإنّ اللحمة الوطنية الصادقة ، إذا ما تجرّدت من شوائب الانتهازية وأوهام المصالح الضيقة ، قادرة أن تعيد صياغة المشهد برمّته ؛ لتجعل من كل أزمةٍ فرصةً ، ومن كل تهديدٍ حافزاً ، ومن كل مأساةٍ نواةً لأملٍ جديد.

وهكذا، يتكامل الوعي مع الفعل ، وتتآزر الروح مع الإرادة ، ويصبح الوطن – بما هو أرض ورسالة ومصير – مشروعاً متصلاً في الزمان ، لا ينكسر أمام عواصف الغزاة ، ولا ينطفئ تحت رماد الفتن ، بل ينهض دائماً كالفجر : كلما حسبه الليل أسيراً، أشرق من جديد.

حمى الله الاردن وسددعلى طريق الخير خطى قيادته وشعبه





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :