دور الاتحاد العربي للإعلام السياحي .. الأردن وعُمان مثالًا يحتذى
السفير الدكتور موفق العجلوني
28-09-2025 10:25 AM
في إطار احتفالات دول العالم بـيوم السياحة العالمي، أكد رئيس الاتحاد العربي للإعلام السياحي الدكتور سلطان اليحيائي على الدور المتنامي لصناعة السياحة في تحفيز الاقتصادات الوطنية، وتعزيز التفاهم بين الشعوب، وصون الموروث الثقافي العربي، في وقت يشهد فيه العالم العربي نهضة سياحية غير مسبوقة، وانفتاحًا استراتيجيًا على العالم يعكس تنوعه الحضاري وموقعه الجغرافي الفريد.
وفي هذا السياق، أعرب رئيس الاتحاد العربي اليحيائي ، عن اعتزازه بما تحقق في القطاع السياحي العربي خلال السنوات الأخيرة، مشيرًا إلى أن الاتحاد ومنذ تأسيسه، سعى إلى تحويل دفة الاهتمام السياحي نحو الوجهات العربية، وتسليط الضوء على ما تزخر به الدول العربية من مقومات سياحية وثقافية وتراثية تنافس أبرز الوجهات العالمية.و ان الاتحاد لدية استراتيجية راسخة بان الاعلام شريك أساسي للتنمية السياحية، بنفس الوقت يواصل الاتحاد جهوده لتعزيز التكامل العربي في هذا المجال، من خلال تسليط الضوء على المدن العربية ومبادراتها السياحية، وتشجيع السياحة البينية باعتبارها ركيزة من ركائز التنمية المستدامة.و و حديثي هنا يأخذني الى مقالي المنشور في عمون الغراء بتاريخ ٩/٢/٢٠٢٥ بعنوان : السفير العجلوني يشارك بالمنتدى الإعلام في الترويج السياحي والاستثمار.
بنفس الوقت أشاد اليحيائي بالمبادرات الإقليمية التي تعزز التكامل السياحي العربي، وفي مقدمتها مشروع الفيزا الخليجية الموحدة، التي من المنتظر أن تُسهم في تسهيل حركة السياح داخل المنطقة، وتقديم العالم العربي كوجهة سياحية متكاملة ومتنوعة. حيث جاءت في توصيات الملتقى العربي الأول للسياحة والاستثمار، الذي نظمته محافظة البريمي بالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة عُمان، بضرورة إنشاء **التأشيرة السياحية الخليجية الموحدة**. هذا الإجراء والذي يعد خطوة مهمة لدعم الشراكة الخليجية في كلا القطاعين، السياحة والاستثمار.
وكما هو معلوم يمتلك العالم العربي رصيدًا ضخمًا من المواقع الأثرية، والطبيعة الساحرة، والهوية الثقافية المتنوعة، وهو ما يمنحه فرصة حقيقية لتصدر المشهد السياحي العالمي. من المحيط إلى الخليج، تتوزع عشرات المواقع المدرجة على لائحة التراث العالمي لليونسكو، إلى جانب مناطق جذب طبيعية نادرة، تجعل من المنطقة العربية وجهة مثالية للسياحة الثقافية، والبيئية، والمغامرات، والاستجمام، والسياحة العلاجية والدينية.
وقد بات واضحًا أن هناك انفتاحًا عربيًا مشتركًا نحو تطوير هذا القطاع، من خلال تحديث البنية التحتية، وتبسيط الإجراءات، وإطلاق مبادرات تشاركية بين الدول، وذلك كله ضمن رؤية استراتيجية تسعى إلى جعل السياحة رافدًا اقتصاديًا مهمًا.
وضمن هذا السياق، تبرز الأردن وسلطنة عُمان كنموذجين متقاربين في الإمكانات والرؤية السياحية. فالأردن، بما يمتلكه من إرث تاريخي عريق مثل البترا، ووادي رم، والبحر الميت، يُعد وجهة عالمية معروفة، بينما تواصل سلطنة عُمان صعودها بثبات في خارطة السياحة الإقليمية والعالمية، بما تقدمه من تجربة متكاملة تجمع بين الطبيعة البكر، والمواقع التراثية، والضيافة الأصيلة.و يمكن الرجوع الى مقال المنشور في عمون الغراء بتاريخ ٦/٨/٢٠١٨ بعنوان : "في عشق صلالة و الارتماء في احضانها ". وحقيقة تمثل كل من الأردن وعمان بيئة خصبة للتعاون السياحي، ليس فقط بسبب التقارب الجغرافي والثقافي، بل أيضًا لأنهما تتشاركان في رؤية سياحية قائمة على الاستدامة، والهوية، والانفتاح الذكي على العالم.
ويُقدّر الدور البارز الذي يقوم به الاتحاد العربي للإعلام السياحي، برئاسة الدكتور سلطان اليحيائي، في بناء خطاب إعلامي مهني يخدم القطاع السياحي العربي، ويسوّق للوجهات العربية بأدوات حديثة تواكب التحولات الرقمية والسلوكية للسائح العالمي.
هذا وقد أكّد الأمين العام للاتحاد مصطفى عبد المنعم، أن الاتحاد يسعى منذ تأسيسه إلى تقديم السياحة العربية في أبهى صورها، من خلال شبكة من الإعلاميين والخبراء، تدعم مبادرات التكامل العربي، وتسهم في نشر ثقافة السياحة كمجال استثماري وثقافي واقتصادي متكامل.
إن يوم السياحة العالمي ليس فقط مناسبة للاحتفاء، بل فرصة للتأمل والتخطيط. والعالم العربي، بما يملكه من تنوع لا مثيل له، وتراث ضارب في الجذور، وشعوب مضيافة، قادر على أن يكون في صدارة الوجهات السياحية العالمية.
وبفضل الاتحاد العربي للإعلام السياحي، الذي يحمل على عاتقه مهمة إيصال رسالة السياحة العربية إلى العالم، وما لم يكن ممكنًا في السابق، أصبح اليوم واقعًا بفضل الرؤية الواضحة، والشراكات الإقليمية، والجهود المستمرة للدول العربية في الجذب السياحي للعالم العربي من كل دول العالم.
* مركز فرح الدولي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية
muwaffaq@ajlouni.me