facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عن الدراما وهمومها


محمد يونس العبادي
28-09-2025 10:53 AM

إنّ المتابع للدراما محليا عربيا اليوم، يجد أنّ الحوار حولها يأخذ مساحةً أكبر من مشاهدتها، وهناك مساحة من الجدل تتناول المحتوى، والدلالات، والشكل، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومدى المقدرة عن الوصول إلى جمهور بات يستسلم للفيديوهات القصيرة، ولشكل جديد من الاستهلاك بحكم تغير الأدوات من الشاشة الكبيرة "التلفزيون" إلى تعدد الشاشات حيث "الموبايل".

وهذه الحالة تنسحب على معظم المجتمعات والدول العربية، وبخاصة في موسم عرض الإنتاجات خلال شهر رمضان المبارك، وفي دائرة الحديث عن غياب الدراما الجادة، التي تجترح في الوعي وتبنيه.

غير أنّ ما نحتاجه ونحن في صلب هذا النقاش حول الدراما، هو الحديث عن المضمون والرسالة، أكثر من البقاء في فلك العقد التاريخية وعقد التكرار الذي لم يعد يجذب جمهورا كبيرا بحكم تحول الدائرة.

والغوص في جدليات تاريخيّة واجتماعية.. هو نقاش لا طائل منه، سوى تكرار ذات النقاشات ونقلها من أروقة مغلقة، إلى فضاءات الحديث العام، والجمهور في متابعاته يحمل عتبا كبيرا على الدراما المحلية وغيابها لأسباب متشعبة، تبدّأ بالنصوص وهموم شح المال، ولا تنتهي عند سبب واحد.

ندرك أنه ونتيجة المنعطفات الحادة التي تمر بها المنطقة اليوم، والشحن المقصود وغير المقصود، فإن منسوب القلق مرتفع، والجدل أيضا، وهو أمر مفهوم، حيث الدراما هي ما يبني خيالا اجتماعيا يطمئن الناس أو يحاول بث الإدراك في مخيالهم.

والحديث عن الدراما واستحضار التاريخي برموزه وعواطفه، بحاجةٍ إلى أن يكون فرصة لحوارٍ أعمق، يتصل بملكة الإبداع، والأدب، والمقدرة على إنتاج نصٍ أدبيٍ جيدٍ يمثل حياة هذه الرموز دون الاستسلام لسحر الصورة، وأن يبقى التأكيد لازما على أن ما نراه ليس غرضه التثقيف التاريخيّ، أو المسلسلات ليست مدارس وجامعات كي تكون هي مصادر رئيسة لتشكيل الوعي، بقدر ما هي محاولات للتنبيه دوما لأهمية الحوار الإيجابي، واستخلاص العبر.

وأيضا، الدراما الاجتماعية الجادة التي تعالج مشاكل اليوميات في المجتمع بحاجة لأسلوب جديد، يصل إلى الناس بشكل أسرع، ويواءم بين الشاشة وتعددها، أي قادر على الوصول المشهد والنص والفنان.

وما نشهده من جدل اليوم حول الدراما وشكلها هو أخر صحي وان اختلفت أسبابه، فنحن في الأردن كما روادا في هذه الصنعة وهي اليوم تتراجع بشكل حاد، وأصبحنا غائبون.

فالغاية هي ان نعود لهذا الألق ، ولدينا مواهب قادرة على تحريك الركود وهو نقاش مدعوة اليه النخبة الأكاديمية والمثقفة، لتصحيح مسار قطاع هو اصبح اليوم قوة ناعمة للدول وهو ما يرسم صورة الماضي، ويغذي خيال المستقبل!.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :