facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ماذا لو قبلت حماس بالخطة كاملة أو جزئياً .. وماذا لو رفضت؟!


محمود الدباس - أبو الليث
30-09-2025 12:41 PM

في ظل ما نشهده من ضعفٍ عربيٍ وإسلاميٍ واضح.. وتفككٍ بين القوى.. وتراجعٍ عن المبادرات والتنسيق.. يصبح الكلام عن فلسطين أكثر حساسية وأهمية.. فكل خطوة.. أو قرار.. يُقاس بمقدار ما يحمي الأرض والناس.. وليس بمقدار ما يرضي الإعلام.. أو المنتديات الدولية.. في هذا الواقع.. حيث التشتت واللامبالاة يحاصراننا.. يبرز الخطر الحقيقي على مستقبل غزة وشعبها.. ليس مجرد معركة على أرض.. بل على مستقبل مقاومة.. وحياة ملايين.. يحتاجون لمن يحسب خطواتهم بعقل وقلب معاً..

بدأت الحكاية في غرفة بيضاء بالعاصمة الأمريكية.. وخريطة عشرين بنداً.. طُرحت كحلٍ فني لإنهاء الحرب.. على ورق تبدو الوعود باردة ومنظمة.. لكنها على الأرض.. تحمل مفارقات لا تُخفى على من يقرأ التاريخ والاحتلال معاً..

الخطة توعد بوقف نار فوري.. مقابل تسليم أسرى وإدخال مساعدات.. وإدارة مؤقتة ونزع سلاح.. هذا العرض يحمل إنقاذاً إنسانياً فورياً لغزة المنهكة.. ولكنه يحمل أيضاً فوضى سياسية مدروسة.. تُجرد الحركة من أدوات حكمها العسكرية.. والصلاحيات التي جعلت وجودها مؤثراً في عقل الجماهير..

من منظور إسرائيلي.. الخطة هدية عملية.. استعادة أسرى.. انسحاب شكلي مع بقاء عمق أمني.. ونزع سلاح يجعل غزة أقل تهديداً على المدى القريب..

ومن منظور المقاومة.. القبول يعني خسارة شرعية حكمية كبيرة.. والعفو مقابل نزع السلاح.. يعني ولادة ضمانات دولية تقيد الحركيّة السياسية.. والعسكرية.. في المستقبل.. وهذا ثمن لا تُحبّذه قلوب المقاومين.. لكنه قد يصبح مقبولاً أمام منطق إنساني.. يفرض إنقاذ المدنيين أولاً..

وإذا اردت أن أفكر واقعياً.. أرى أن هناك مساحات تفاوضية ممكنة.. تحفظ جانبي المعادلة.. ولذلك أضع وأقترح ستة بنود تفاوضية قصيرة قابلة للعرض.. ليست مغازلة للعدو.. لكنها محاولة عقلانية.. لتخفيف الألم.. والحفاظ على قدر من الكرامة.. والمساحة السياسية..

أول بند.. وقف نيران فوري مشروط.. ثم تبادل تدريجي للأسرى وفق جداول زمنية قابلة للقياس.. هذا يمنح العائلات أملًا حقيقياً.. ويمنح الجانب الإسرائيلي ضمانات تدريجية.. بدلاً من اتفاق يسقط بالشكوك للحظة توقيعه..
ثاني بند.. آلية رقابية دولية شفافة.. تضم الأمم المتحدة.. الهلال الأحمر.. وممثلين فلسطينيين مستقلين.. التوثيق هو درعنا ضد الخداع.. وضد أي محاولة لإلغاء المكاسب الإنسانية على الأرض..
ثالث بند.. جدول نزع سلاح فني ومقاس.. إزالة أنفاق ومخازن معلنة.. تحت إشراف دولي.. وبحوافز مرحلية.. لا بعقوبات فورية تقضي على ماء الوجه السياسي..
رابع بند.. عفو مشروط.. وإعادة دمج.. مقابل برامج توظيفية حقيقية.. والاحتفاظ بسجل قانوني للقادة المتورطين في جرائم جسيمة.. يُجمَّد ولا يُمحى فورياً.. هذه المعادلة تمنع الإفلات من المحاسبة.. دون أن تُفجر الاتفاق الآن..
خامس بند.. خطة إعادة إعمار مربوطة بصناديق رقابية.. ومشاركة بلدية ومجتمعية.. الفساد في توزيع المساعدات هو الشرارة التي تعيد النار.. فلنجعل الرقابة مواطناً مشاركاً.. لا مجرد شعار الدبلوماسيين..
سادس بند.. مسار سياسي موازٍ لحوار فلسطيني شامل.. وخارطة طريق للانتخابات والإصلاحات الإدارية.. مع جدول زمني واضح.. للانتقال من الإدارة المؤقتة.. إلى سلطة فلسطينية قابلة للحكم..

هذه البنود إن طُبقت حرفياً.. فقد تُخفف الألم.. وتمنح غزة فسحة للبناء.. لكنها ليست وصفة لإبقاء حماس كما هي.. إن الخطة المصمَّمة لتفكيك البنية العسكرية.. ستنجح مادام التنفيذ متقن.. وتمويل إعادة الإعمار حقيقي.. والإشراف دولي فعّال.. ولكن تدمير البنية المادية.. لا يساوي محو الفكرة.. أو القضاء على التأييد الشعبي.. المقاومة تنتعش حيثما وجد الظلم.. والفقر.. والذل.. وإن لم تُعالج أسباب المعاناة.. فإن بدائل أخطر قد تولد في العتمة..

اما للحديث عمّا هو بين ايدينا.. سأضع السيناريوهين المتوقعين من وجهة نظري.. للاثني عشر شهراً القادمة..

الأول.. مسار تنفيذ منضبط.. يؤدي إلى تراجع علني لحماس.. وقدرة على الحكم.. الأشهر الأولى تشهد وقف نار.. وتبادل أسرى.. وبداية إزالة أنقاض منظمة.. الأشهر التالية.. تشهد نزع سلاح مرئي.. وبرامج إدماج.. ووظائف أولية.. ومنطقة اقتصادية مؤقتة.. بنهاية العام قد تقل قدرات حماس العسكرية.. وتنتقل الساحة السياسية إلى مناخ مدني.. إن نجحت البرامج الاقتصادية والإدارية..

الثاني.. مسار فشل.. يؤدي إلى تفكك ميداني.. وتشتت في بنية المقاومة.. الأشهر الأولى.. تشهد قبولاً شكلياً.. أو تفاوضاً متعثراً.. مع مساعدات متقطعة.. واتهامات بسوء إدارة وتلاعب.. الأشهر التالية.. تشهد احتقاناً شعبياً.. يصعد إلى عمليات هجينة سرية.. وانشقاقات داخل الفصائل.. بنهاية العام.. نصل إلى مشهد أكثر عنفاً.. وتشتتاً.. يصعب السيطرة عليه.. ويدفع المنطقة إلى دوامة جديدة من الحروب والآلام..

فالخيار أمام حماس.. ليس مسألة مبادئ فقط.. هو حساب تكاليف.. تاريخية.. وسياسية.. وإنسانية.. القبول الكامل يعني.. تفكيكاً بنيوياً سريعاً.. ولكن بخيارات حياة يومية أفضل لغالبية الناس.. إن فُصلت الإدارة عن الفساد.. وتم توفير بدائل حقيقية..
أما الرفض الكامل يعني.. استمرار المواجهة على حساب دم.. وشهداء.. لا يحتملهم أحد.. واذا ما قلنا عليهم بالقبول الجزئي.. فهو محطة خطرة.. تحتاج مراقبة صارمة.. لتُمنع من أن تتحول إلى تفريط في حق الشعب وحريته..

كعرب ومسلمين.. ومحبين للمقاومة وخوافين على مستقبل فلسطين وشعبها.. علينا أن نطالب بلا هوادة.. بمعايير إنسانية.. وشفافية.. ومساءلة حقيقية.. أن نجعل من حماية المدني أولوية.. لا بنداً تفاوضياً رخيصاً.. وأن نضغط على كل طرف يشارك في إعادة الإعمار.. أو الرقابة.. أن يكون شريكاً.. لا مجرد شاهد بلا يدٍ في الإصلاح السياسي.. لأن أي اتفاق يخلو من كرامة يعيشها الناس.. سيصبح غطاء لجيلٍ جديد من الألم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :