من اجمل ما سمعته هو رد الفنان الراحل عادل أدهم عندما سألته مذيعة احد اللقاءات الإعلامية لمن تعطي جائزة تكريم فقال بأنه سيعطي التكريم لإنسان بعيد عن اضواء عالم الفن والمشاهير وهو لعامل نظافة تصادف وجوده في احد مواقع تصوير احد افلامه قرب احد البحيرات الطبيعية في كندا ، فقام احد المصورين بحركة عفوية بألقاء عقب سيجارة في البحيرة الأمر الذي جعل عامل النظافة يقوم بالقفز مباشرة الى البحيرة والتقاط عقب السيجارة وهو يقول ان هذه البحيرة هي مقدرات وطنية طبيعية ويجب على الجميع حمايتها للأجيال القادمة ، فكان اعجاب الفنان الملتزم الذي برع بأدوار الشر في السينما المصرية بهذا العامل الذي أحتد لتلوث بحيرة بعقب سيجارة رغم وجود اكثر من 35 الف بحيرة على امتداد الجغرافيا الكندية فكان حق له التكريم بالدرس البليغ الذي تعلم منه جميع الموجودين بالموقع .

سُعدت في نهاية الاسبوع الماضي بحضور حفل التكريم الذي اقامته اكاديمية ومدارس زدني علماً لهيئات المجتمع المحلي وشخصياته في قضاء الضليل في اقصى الريف الشمالي لمحافظة الزرقاء والتي كان لها دور مميز في تنفيذ مختلف الفعاليات المجتمعية النوعية وتؤكد حيوية هيئات المجتمع المحلي ومبادرتهم المفيدة على الصعيد العام ، حيث يأتي هذا الحفل مع نهاية العطلة الصيفية التي شهد فيها قضاء الضليل الكثير من المبادرات المجتمعية التشاركية مثل اقامة الايام الطبية المجانية وحملات التبرع بالدم والفعاليات التوعوية والتي تكاتف فيها الجميع لإنجاحها مثل القطاعات الصحية الرسمية والخاصة والهيئات الحكومية والاهلية والامن العام والدفاع المدني اضافة للمدرسة والشركة المتحدة للإبداع كبرى الشركات الصناعية في القضاء التي كان لها الدور الأكبر في التنظيم .

يقاس مدى نشاط اي مجتمع محلي بمدى قدرة هيئاته المختلفة في اقامة الفعاليات المفيدة العامة من خلال التشاركية البينية وذلك لتحسس الحاجات المختلفة لهذا المجتمع ، وهنا تبرز اهمية التشاركية كعنصر اساس لإقامة هذه الفعاليات والتي ابدع فيها مجتمع الضليل على الرغم من احتوائه على جيوب الفقر الأشد على مستوى المحافظة والمملكة ككل ، فكان نتيجة تكاتف الجميع هنا هذه الصورة البهية التي يفخر بها ابناء الضليل وتصلح ان تكون نموذج للعمل التشاركي المجتمعي الذي يعمم بفخر على مختلف المجتمعات المحلية على امتداد الوطن ، ولا شك ان هذا النجاح كان سببه الصدق في نية العمل والتواصلية الجماعية الدائمة فضلاً عن الإحساس بأهمية الدور المجتمعي لكل جهة الى جانب عملها المباشر .

وبحمد الله تزخر مملكتنا الهاشمية بقصص النجاح في العمل الجماعي المثمر في مختلف مجتمعاتها المحلية التي تصلح ان تعمم ويستفيد كل مجتمع منها من تجارب المجتمع الأخر ، وهو الأمر الذي يؤكد هنا اهمية التواصل لتعميم الفائدة والتشاركية سواء على صعيد المجتمع المحلي لكل منطقة او على مستوى الوطن ككل الذي نفخر ان انسانه هو رهانه الدائم ومنبع لكل مفيد وجميل ، فكل الشكر للجميع في هذا الحفل سواء الجهة المنظمة او المُكرمين شركات وهيئات وأفراداً الذين اثبتوا ان غيرتهم على رفعة وطنهم ومجتمعهم لا تقل بل تزيد على غيرة العامل الكندي في بداية المقال .