facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تعيين توني بلير على رأس إدارة غزة


السفير الدكتور موفق العجلوني
01-10-2025 01:21 PM

* عبث سياسي أم استفزاز للعقل العربي؟

في مشهد يعكس حجم الانفصام بين صُنّاع القرار العالمي وواقع الشعوب المقهورة، يُثار حديث جاد حول تعيين رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير حاكماً أو مشرفاً على مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار في قطاع غزة. هذا التعيين، إن تم فعلاً، لا يعد فقط استفزازاً سافراً للمشاعر العربية والإسلامية، بل يُشكل صفعة موجعة في وجه أي مسعى حقيقي نحو العدالة والمصالحة في المنطقة، تاريخ لا يُمحى... وذاكرة لا تنسى.

كيف يمكن للعالم العربي، والإسلامي تحديداً، أن يثق بشخص كان أحد أبرز مهندسي دمار العراق؟ ففي ندوة عُقدت عام 2005 في كلية النيتو NATO في روما، وعلى طاولة غداء ضمّت عدداً من الشخصيات الأمنية والعسكرية، و الدبلوماسية كنت احدهم أشار أحد امري كلية للدفاع Nato Defence College السابقين : …. إلى أن "التاريخ سيلعن ثلاث شخصيات ساهمت في تدمير العراق: توني بلير، جورج بوش و رامزفيلد .

فكيف لنا اليوم أن نقبل برؤية أحد هذه الشخصيات يُقدَّم كـ"منقذ" لغزة؟ هل يُعقل أن يكون من شارك في إشعال نيران الحروب، وسياسات الحصار، ودعم الاحتلال، هو ذاته من يُطلب منه الآن إطفاء هذه النيران وإعادة الإعمار؟! كأننا بلا عقل... ولا كرامة !!!!

إن مجرد طرح اسم توني بلير لتولي أي دور في غزة يُمثّل استهزاءً بدماء آلاف الشهداء الذين سقطوا في العراق وفلسطين على حد سواء. هو ذاته الذي وقف إلى جانب العدوان، ودافع عن الغزو، وبرّر القصف، ثم جاء اليوم يُطرح اسمه كـ"رجل المرحلة"! أليس في ذلك ما يُشبه أن يُعيّن السارق حارساً على المنزل الذي سرقه؟

هل خلا العالم العربي من الكفاءات؟
شري البلية ما يُضحك، فعلاً. هل وصلت الأمور إلى هذا الحد من الانهيار، حتى لا يجد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب – أو أي جهة داعمة لهذا الطرح – سوى توني بلير لحكم غزة؟ ألا يوجد من بين الفلسطينيين، أو العرب، أو المسلمين او شخصية عالمية مثل غوتيريس من يملك الرؤية، والخبرة، والنزاهة ليقود مرحلة انتقالية؟ بل أين أصوات الشعوب؟ أين الرفض العربي الرسمي والشعبي لهذا العبث؟

من يعتقد أن توني بلير سيجلب الأمن والأمان لغزة، لا يفهم طبيعة الصراع، ولا يدرك حجم الألم التاريخي. بلير لا يمكن أن يُنظر إليه كوسيط نزيه أو كفاعل خير، لأنه ببساطة، كان وما زال جزءاً من المنظومة الغربية التي رعت الاحتلال، وبرّرت حروبه، وغضّت الطرف عن معاناة المدنيين في العراق، وفي فلسطين، وفي غيرها.

إذا كان المجتمع الدولي جاداً فعلاً في إعادة إعمار غزة، فليبدأ باحترام إرادة الشعب الفلسطيني، والاستماع إلى ممثليه، ودعم الحلول التي لا تُقصي الكفاءات المحلية ولا تُعيد إنتاج الوصاية الاستعمارية. وأول خطوة في هذا الطريق، هي رفض قاطع لأي دور يُسند إلى شخصيات مُدانة أخلاقياً وتاريخياً مثل توني بلير.

جرائم توني بلير في العراق كثيرة و كبيرةً، و لإعطاء صورة مختصًرة عن توني بلير اذكر بعضاً منها :

* ⁠التحريض على حرب غير شرعية:

- دفع بريطانيا للمشاركة في غزو العراق عام 2003.

- استند إلى معلومات كاذبة أو مضلِّلة عن وجود أسلحة دمار شامل.

- تقرير تشيلكوت (2016) أكد أن الحرب لم تكن ضرورية في ذلك الوقت، وأن بلير ضخّم التهديد.

* قتل مدنيين:

- الحرب تسببت في مقتل أكثر من 200,000 عراقي، معظمهم من المدنيين.

- بلير كان شريكًا رئيسيًا في قرار أدى إلى هذه الخسائر البشرية.

* ⁠تدمير دولة كاملة:

- سقط نظام صدام حسين، لكن بدون خطة حقيقية لما بعد الحرب.

- أدى ذلك إلى انهيار الدولة، واندلاع حرب طائفية، وظهور تنظيمات مثل "القاعدة" ثم "داعش".

* ⁠التضليل والكذب على البرلمان والشعب:

- قدّم معلومات غير دقيقة للبرلمان البريطاني لتبرير الحرب. الرسائل بينه وبين بوش (تم تسريب بعضها) أظهرت أنه كان ملتزمًا بالغزو حتى قبل انتهاء التحقيقات.

⁠الإفلات من العقاب:

- رغم الانتقادات الدولية والمحلية، لم يُحاسَب جنائيًا. يُعتبر في نظر كثيرين "مجرم حرب"، لكن لا توجد محكمة دولية قامت بمحاكمته.

- توني بلير شارك في حرب غير قانونية، بناءً على أكاذيب، تسبب من خلالها في دمار شامل للعراق وشعبه، دون أن يتحمل أي مسؤولية قانونية حتى اليوم.

نعم ان تعيين توني بلير على رأس إدارة غزة هو ليس عبث سياسي فقط لا بل استفزاز للعقل العربي والإسلامي والإنساني ... علاوة على ذلك فهي لعنه تاريخية أخرى ووصمة عار في جبين توني بلير الذي دمر العراق وجاء لتكريس الاستعمار الجديد ليس في غزة فحسب بل في المنطقة باسرها.

* مركز فرح الدولي للدراسات والابحاث الاستراتيجية

muwaffaq@ajlouni.me





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :