خطة ترامب: قبول المقاومة وارتباك إسرائيل
صالح الشرّاب العبادي
04-10-2025 11:18 AM
في تطور غير متوقع، أعلنت المقاومة الفلسطينية موافقتها على خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف الحرب في غزة، في وقت أبدت فيه إسرائيل ارتباكاً واضحاً وصدمة من هذا الموقف. نتنياهو لم يكن يتوقع أن يجد نفسه محاصراً بين ضغط دولي متصاعد، ومناورة سياسية معقدة تعيد صياغة المشهد بالكامل.
ترامب أكد أن خطته جاءت بعد جهود كبيرة وبدعم مباشر من السعودية وقطر وتركيا ومصر والأردن، مشيراً إلى أن الهدف الأساس هو وقف القصف مقابل الإفراج عن الأسرى لدى حماس والمقاومة. هذه النقطة تمثل مدخلاً جديداً، إذ تنقل الملف من مجرد معركة عسكرية مفتوحة إلى طاولة تفاوض دولية ذات غطاء عربي واسع.
القاهرة بدورها تستعد لاستقبال الوفود المفاوضة، ما يعيد لها دورها التقليدي كوسيط لا غنى عنه في قضايا فلسطين، بينما تستعد تل أبيب لإرسال وفدها لكنها تواصل عملياتها العسكرية في غزة، في رسالة متناقضة تشي بأنها غير مستعدة بعد للتسليم بنتائج سياسية كاملة.
على المستوى الدولي، رحب رئيس وزراء بريطانيا بالخطة ودعا إلى التنفيذ الفوري، بينما أبدت مواقف عربية وإسلامية تأييدها للمسار الجديد، معتبرة أن وقف نزيف الدم مقدمة لا بد منها لأي تسوية لاحقة.
التحولات الراهنة تعكس لحظة مفصلية: المقاومة تكسب نقاطاً سياسية غير مسبوقة، إسرائيل تتخبط، والدور العربي يعود إلى الواجهة.
من منظور أردني، هذه الخطة لا يمكن النظر إليها بمعزل عن الأمن الوطني والاستقرار الإقليمي. الأردن يراقب المشهد لضمان ألا تُمسّ الحقوق الفلسطينية، وألا تتحول غزة إلى مجرد ورقة ضغط في الصراعات الدولية. هذا الموقع الأردني يعكس التزام المملكة بالقضية الفلسطينية وحماية الاستقرار العربي، ويثبت أن العرب قادرون على أن يكونوا طرفًا فاعلًا لا متفرجًا.