لهذه الأسباب .. كأس العالم في خطر
صالح الراشد
04-10-2025 11:35 AM
لم تنج منظمة ولا دولة ولا حتى بطولة من تدخلات رئيس الولايات المُتحدة دونالد ترامب الذي هدد بإلغاء بطولة كاس العالم لكرة القدم، وعدم استضافتها في حال قرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" استبعاد منتخب الكيان الصهيوني بسبب جرائم الابادة الجماعية التي قام بها في غزة، مقدماً نفسه على أنه الحائط الأخير والسند الأكبر للكيان بما يجعله شريكاً في جميع جرائم الإبادة، فترامب لم يكتفِ بدوره كحائط صد عن الكيان في الأمم المتحدة فقرر أن يلاحق جميع المنظمات التي تطالب بتطبيق العدالة الإنسانية وفرض المساواة بين الإجرام الصهيوني واعتداءات الدول كما حصل مع روسيا وتم وقفها لحربها على أوكرانيا.
لقد أدخل ترامب السياسة إلى عالم كرة القدم من الباب الكبير، وهو ما سيهدد مستقبلها كونها أصبحت كرة تتقاذفها تصريحات السياسيين بدل أقدام اللاعبين، ويدرك ترامب ان تهديده سيجني ثماره وان الاتحاد الأوروبي لن يتخذ قرار ضد الكيان بضغط مزدوج من ترامب ورئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم إنفانتينو المرتعب من إلغاء البطولة وضياع مئات ملايين الدولارات على الفيفا، لذا فان الخضوع للكيان وترامب أمر متوقع ولن يجرؤ "اليويفا" على الحراك دون الحصول على الضوء الأخضر من الفيفا، وبالتالي فان القرارات القادمة للمنظمة الصهيونية الكروية ستخضع لأي قرار سياسي وهو ما يخلع ثوب النزاهة عن البطولة التي عادت لعصر الفاشية الإيطالية وقائدها موسوليني.
ولم يكتف ترامب بالعبث بالبطولة لأسباب سياسية خارجية بل استغلها لتصفية الحسابات مع المدن المستضيفة التي لا تخضع له، فهدد بنقل المباريات من المدن الديموقراطية لوس أنجلوس وسان فرانسيسكو وسياتل إلى مدن جمهورية معتبراً ان هذه المدن غير آمنة، معتمداً على أنه قد نشر الحرس الوطني في عديد المدن الأميركية التي يديرها الديمقراطيون هذا العام، رغم اعتراضات القادة المحليين وزعماء هذه الولايات على نشر الحرس الوطني كونهم يدركون بأن هذا الأمر قد يقتل المدن اقتصادياً فيما استضافتها لمباريات كاس العالم ستنهض بها اقتصادياً.
ويبدوا جلياً أن ترامب يسير على طريق هتلر وموسوليني في استغلال البطولات الرياضية للترويج لكل ما يؤمن به من خلال مؤتمرات ولقاءات وخطابات، فكما روج هتلر للنازية في أولمبياد برلين وموسوليني للفاشية في كأس العالم في إيطاليا فإن ترامب سيروج "للترامبية" في البطولة القادمة، وقد يطالب لاعبي منتخب الولايات المتحدة بالفوز على طريقة موسوليني حين رفع شعار "النصر أو الموت"، وقد يعيد ترامب ما قاله موسوليني لمدرب المنتخب الإيطالي بوتسو: "عليك أن تفوز". وأجاب المدرب: "سنحاول ذلك، لا تقلق". فعلّق موسوليني: "أنت لم تفهمني: هذا أمر".
آخر الكلام:
الشعب الأمريكي شعبٌ حُر يرفض الانصياع لديكتاتور لذا لن يرتدي لاعبو المنتخب الأمريكي الملابس العسكرية على طريقة اللاعبين الإيطاليين الذين ارتدوا الزيّ العسكري الفاشي حين استقبلهم موسوليني عقب البطولة، لنجد أن العديد من الرياضيين رفضوا تلبية دعوة ترامب لزيارة البيت الأبيض للاحتفال بفوزهم منهم مدير فريق "ريد سوكس بوسطن" ألكس كورا وآخرين، ورفض غالبية لاعبي فريق فيلادليفيا إيجلز الفائز فى بطولة سوبر بول دعوة ترامب ليتم إلغاء الدعوة.