الدوام المدرسي وتأثيره على الحياة اليومية
المهندس مازن الفرا
04-10-2025 05:31 PM
تشهد المدن الأردنية، وخاصة العاصمة عمّان، ازدحاماً مرورياً متكرراً خلال ساعات الصباح الباكر وعند انتهاء الدوام المدرسي، حيث تتقاطع حركة الطلبة مع حركة الموظفين والعاملين في القطاعين العام والخاص، مما يؤدي إلى ضغط كبير على الطرقات وزيادة زمن التنقل اليومي.
إن معالجة هذه الظاهرة لا تتطلب مشاريع ضخمة أو نفقات عالية، بل يمكن تحقيق نتائج ملموسة من خلال إعادة جدولة أوقات الدوام المدرسي بطريقة مرنة ومدروسة تراعي التوزيع الزمني لحركة السير اليومية.
الفكرة المقترحة
تطبيق هذا النظام على المدارس ذات الفترة الواحدة فقط، سواء كانت حكومية أم خاصة، بحيث يتم توزيع أوقات الدخول والانصراف على دفعتين زمنيتين داخل اليوم الدراسي نفسه، دون المساس بعدد الحصص أو ساعات التعليم الفعلية.
آلية التنفيذ:
الدخول الصباحي:
الدفعة الأولى تبدأ الساعة 8:00 صباحاً.
الدفعة الثانية تبدأ الساعة 9:00 صباحاً.
الانصراف المسائي:
الدفعة الأولى تغادر حوالي 1:30 ظهراً.
الدفعة الثانية حوالي 2:30 ظهراً.
ويُترك فاصل زمني يقارب ساعة واحدة بين الدفعتين لتخفيف الازدحام عند بوابات المدارس وفي الشوارع المحيطة.
الأهداف والفوائد المتوقعة
1.تقليل الازدحام المروري وقت الذروة عبر توزيع حركة السير تدريجياً على فترتين.
2.خفض كلفة النقل المدرسي من خلال تشغيل نفس الحافلات بنظام المناوبة لخدمة دفعتين مختلفتين.
3.تحسين انسيابية المرور في المناطق السكنية المحيطة بالمدارس.
4.توفير وقت وجهد للأهالي والطلبة من خلال تقليص فترات الانتظار والاختناقات الصباحية.
5.تحسين البيئة وتقليل الانبعاثات الناتجة عن تكدس المركبات في أوقات محددة.
6.تحقيق ترتيب وتنظيم أفضل للحصص المدرسية اليومية، بحيث يمكن توزيع المواد الدراسية بشكل متوازن بين الفترتين، مما يرفع كفاءة العملية التعليمية ويمنح الطلاب طاقة وتركيزاً أكبر في بداية اليوم.
7. تخفيض رسوم النقل والمواصلات المدرسي المستوفاة مقابل توصيل الطلاب .
انعكاسات على الحياة اليومية
يسهم هذا النظام في تخفيف التوتر الصباحي للأسر والطلاب، ويقلل من مدة التنقل اليومي، كما يعزز راحة أولياء الأمور الذين يعانون من تزامن دوام أبنائهم مع دوام العمل.
كذلك يساعد العاملين في القطاعين العام والخاص على الوصول إلى أماكن عملهم بسهولة أكبر، ما ينعكس إيجاباً على الإنتاجية العامة ويخفف الضغط عن الشوارع والمرافق العامة.
خاتمة
الدوام المدرسي ليس مجرد مواعيد ثابتة، بل هو أداة لتنظيم إيقاع الحياة اليومية وتحسين جودة المعيشة في المدن.
إن تطبيق نظام الفترتين الزمنيتين داخل اليوم الدراسي خطوة عملية بسيطة، لكنها ذات أثر كبير على النقل، والاقتصاد، والتعليم، والبيئة في آن واحد.
فبإدارة ذكية للوقت، يمكننا أن نجعل صباحات الأردن أكثر هدوءاً وتنظيماً، ومدارسه أكثر فعالية وكفاءة .
وللحديث بقية ،،،،