لربما تعلّمنا قبل أن تتدخّل كل أساليب التربية والتعليم المعاصرة، ودون تدخل من وسائل التكنولوجيا الحديثة ، لكننا تعلّمنا العِلمَ "اليقين" والخُلُق الكريم، وتخرّجنا من المدارس والجامعات على أيدي معلمين حقيقيين، رسلِ علمٍ وأصحاب رسالة تربوية وتعليمية عندها كان المعلّم "قدوتنا" به نهتدي ، وبخلقه نقتدي، نخشاه إذا غضب، وننتشي إذا رضي. فكان رضاه من رضى الوالدين، وطاعته خُلقًا نتحلّى به من أول يوم ندخل فيه مدارسنا ، وكنا إذا دخل المعلّم الصفَّ، نادى عريف الصف: "قيام"، فننهض من مقاعدنا لنقول: "حيّ على المعلّم الباني، وصانع الأجيال، ومُعدّ الرجال".

في عيد المعلّم نستذكر "هيبته" التي كانت تغمر نفوسنا وجلاله الذي كان يعمر قلوبنا، وعلمه الذي كان يأسر عقولنا، لأنه كان مقدّسًا عندنا، وكأنه من رسل الله. به نقتدي قولًا وفعلًا وتقريرًا وكنا إذا أنشدنا:

"قُمْ للمعلّم وفِّه التبجيلا كاد المعلّم أن يكون رسولًا" نعني ما نقول؛ فلا كلام بعد كلامه، ولا قول غير قوله، ولا عمل أقدس من عمله. كيف لا، وهو من يعلّمنا أن أحسن الحَسَنِ الخُلقُ الحَسَن، وأن رضى الوالدين من رضى الله.

في عيد المعلّم، تحية إلى كل معلّم علّمني حرفًا في مدرستي صمّد التي كانت ولا تزال منارة للعلم والعلماء والفقهاء.

سلامٌ على المعلّم الذي تعلّمنا منه الهُدى وصواب الخُطى واجتناب الخطأ، وكأنه رسولٌ من عند الله.

وسلامٌ، ألف سلام، على المعلّم المتيقّن، صاحب الفكر اليقين، جلالة الملك عبد الله الثاني، قائد مسيرة العلم والإنجاز في وطننا الى مراتب الرقي والإبداع.