المواطن .. بين الفقر والغلاء ومظاهر الرفاهية !
د. ثابت المومني
07-10-2025 11:06 PM
يعيش المواطن الأردني اليوم مفارقةً مؤلمة بين واقعٍ اقتصادي متدهور ومظاهر رفاهيةٍ خادعة.
فبينما تتآكل الرواتب أمام ارتفاع الأسعار، وتزداد ضغوط الحياة مع محدودية المداخيل، نرى في الشارع مشهدًا يوهم بالنقيض حيث تجد سيارات حديثة تجوب الشوارع والطرقات، مطاعم مزدحمة، وسفرات متكررة، وكأن الجميع يعيش في بحبوحةٍ مادية لا تنتهي!!.
لكن الحقيقة مختلفة تمامًا, فهذه المظاهر ليست إلا رفاهية زائفة مبنية على الديون والقروض وبطاقات الائتمان، لا على قدرةٍ مالية حقيقية.
المواطن يلهث وراء المظاهر ليبدو ميسورًا، بينما يعيش في ظل التزاماتٍ تزداد شهرًا بعد شهر.
لقد أصبحت الرفاهية في الأردن مظهرًا اجتماعيًا أكثر منها انعكاسًا لواقع معيشي، ووسيلة للهروب من قسوة الفقر لا للتعبير عن الثراء.
وهكذا يعيش كثيرون فوق طاقتهم، يستهلكون أكثر مما ينتجون، فقط ليحافظوا على صورةٍ مجتمعية اجتماعية زائفة أمام المجتمع.
إن ما نراه اليوم ليس دليلاً على الرخاء، بل علامة على أزمةٍ اجتماعية واقتصادية متجذّرة، فهي رفاهية تُشترى بالأقساط وتظهر امام العامه، لكنها لا تعبّر عن حقيقة الناس الذين يعانون بصمتٍ تحت بريقٍ مزيف.
فالرفاهية الحقيقية لا تأتي من المظاهر، بل من القدرة الحقيقية على العيش دون دين ، وهذا ما يفتقده أغلب الأردنيين اليوم.