facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




التحول من أنظمة إلى عقول: كيف تُدار الشركات الذكية


هاني الدباس
08-10-2025 11:03 AM

لم يعد الذكاء المؤسسي يُقاس بمستوى الأنظمة ولا بتطور البنية الرقمية ولم يعد عصر الحداثة يبحث عن مؤسسات تمتلك التقنيات بل تمتلك عقولًا تفكر، تتعلّم، وتبتكر.

وبعد ان تجاوزنا عصر الانتقال من الورق إلى النظام، ومن ثم إلى الأتمتة، نجد انفسنا اليوم وجهاً لوجه أمام تحول أعمق وأدق،ينقلنا من أنظمة إلى عقول.

هذا التحول الجوهري لا يبدأ بشراء برمجيات جديدة، بل بتغيير طريقة التفكير في إدارة المعرفة واتخاذ القرار.

الشركات الذكية لا تُدار بخوارزميات فقط، بل بوعي إداري قادر على قراءة ما وراء الأرقام، فالبيانات في جوهرها ليست جداول إحصائية، بل لغة ناطقة بسلوك العملاء، واتجاهات السوق، ونبض الفريق الداخلي.

وثمة فارق كبير بين الشركة التقليدية والذكية اليوم يتمحور في أن الأولى تكتفي برؤية الأرقام، فيما تسعى الثانية إلى تفسيرها وتحويلها إلى فعل.

وعلى سبيل المثال لا الحصر ، فان قررت شركتا ضيافة كبرى تطويرَ تجربة النزلاء عبر نظام رقمي جديد، ستقوم الشركة التقليدية بادواتها التقليدية ، بالتركيز على تفعيل النظام وإرسال استبيانات تلقائية بعد كل إقامة.

أما الشركة الذكية فتذهب أبعد من ذلك بكثير حين تستخدم الذكاء التحليلي لربط تعليقات النزلاء بسلوك الحجز، ونمط الإقامة، وبيانات الولاء.

النتيجة ان الفكر المؤسسي الجديد لم يكتفي بقياس الرضا، بل تنبأَ بالاحتياجات قبل ظهورها، فبدأت بتخصيص عروضها تلقائيًا لكل عميل على حد سواء ، بناءً على سلوكه السابق، ما رفع معدلات الولاء والإيرادات في آن واحد.

الفرق لم يكن في النظام بل في العقل الذي استخدمه، فالشركات الذكية تبني أنظمتها حول الإنسان لا فوقه.

والتقنية بالنسبة لها ليست هدفًا بحد ذاته ، بل أداة توسّع الإدراك، وتُحرر الوقت من المهام الروتينية لتفتح مساحة للتفكير والإبداع.

ان القائد الذكي لا يسعى لسؤال فريقه عن ماهية النظام الذي نستخدمه.. ؟بل “كيف نُفكر من خلاله..!؟ لأن جوهر الذكاء المؤسسي لا يكمن في الأدوات، بل في الوعي الذي يُديرها.

ان التحول من أنظمة إلى عقول يعني أن تؤول الشركة كائنًا حيًا، يتعلّم من تجاربه، ويُعيد تشكيل نفسه عند الحاجة، ويتفاعل مع السوق بمرونة وذكاء.

فهو انتقالٌ من محدودية التنفيذ إلى رحابة التفكير، من إدارة المهام إلى إدارة المعرفة، ومن القرارات اللحظية إلى القرارات الواعية المبنية على البصيرة.

الشركات الأكثر استعدادًا للمستقبل ليست تلك التي تمتلك أكبر قاعدة بيانات، بل التي تعرف كيف تُفكر بها، فالمستقبل لن يكون ملكًا للأقوى، بل للأذكى.

والذكاء الحقيقي يبدأ من الإنسان، لا من النظام ، وأن التقنية لا تُبدع وحدها، بل تُلهمها العقول.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :