في أقصى شمال الأردن، وعلى مقربة من محافظة إربد، تتربّع سحم الكفارات كجوهرة طبيعية نابضة بالحياة، تشتهر بمياهها المتدفقة ووديانها الغنّاء، وتُطل من مرتفعاتها على جبال الجولان وفلسطين في مشهد جمالي خلاب يأسر الأبصار ويمنح الزائر إحساسًا بامتداد الأفق بين الطبيعة والتاريخ.

تجمع سحم الكفارات بين الجبال، والينابيع، والبساتين الخضراء في لوحة طبيعية نادرة تُجسّد سحر الشمال الأردني بكل تفاصيله.


ينابيع الحياة والبساتين الغنّاء

تتدفق الينابيع العذبة بين صخور سحم الكفارات، لتروي بساتين الزيتون والتين والعنب، وتُظلّلها أشجار الجوافة والمانجا التي تضيف لمسة استوائية تعبّر عن خصوبة الأرض وكرم الطبيعة الأردنية.

إنها منطقة تجمع بين سحر الماء ونضارة الخُضرة ونسيم الجبال، مما يجعلها وجهة مثالية للاسترخاء والاستجمام على مدار العام.


وجهة تضاهي أجمل المناطق السياحية الإقليمية

يصف الزائرون سحم الكفارات بأنها وجهة تضاهي أجمل المناطق السياحية، لما تتميز به من تنوع بيئي وزراعي نادر، يجمع بين الجمال الطبيعي والمناخ المعتدل والهدوء الريفي الأصيل.

فهي تمتلك كل المقومات التي تجعلها مقصدًا إقليميًا مميزًا يجذب عشّاق الطبيعة من دول الخليج وفلسطين ولبنان وسوريا، لما توفره من تنوع طبيعي يجمع بين الماء والخُضرة والجمال.

رؤية تطوير سحم الكفارات كوجهة سياحية إقليمية ومنتزه طبيعي للاصطياف

تطوير البنية التحتية

تحسين شبكة الطرق المؤدية إلى المنطقة من إربد وعجلون وعمّان، مع لوحات إرشادية سياحية واضحة.

تأهيل المداخل ببوابات ترحيبية تحمل طابعًا تراثيًا يعكس هوية المكان.

توفير مرافق خدمية متكاملة مثل مواقف السيارات، دورات المياه، ومناطق جلوس عائلية.

إنشاء مسارات للمشي والجسور الطبيعية تربط بين الينابيع والبساتين، مع مراعاة الحفاظ على البيئة.


المشاريع التنموية والسياحية المستدامة

إقامة منتزه طبيعي عام يضم مسطحات خضراء، جلسات عائلية، وأماكن للشواء والنشاطات المفتوحة.

تطوير نُزُل بيئية (Eco Lodges) وبيوت ضيافة صغيرة في قلب الطبيعة.

إنشاء مطاعم ومقاهي ريفية تعتمد على المنتجات المحلية والمأكولات التقليدية.

تأسيس مزارع سياحية تعليمية (Agro-Tourism Farms) تتيح للزائر تجربة قطف الفواكه والتعرف على الزراعة الريفية.


حماية البيئة والينابيع


تنظيم استخدام المياه والحفاظ على نظافة الينابيع ومجاريها.

منع البناء العشوائي والتعدي على الأراضي الزراعية.

اعتماد إدارة بيئية مستدامة بالتعاون مع وزارة البيئة والبلدية لضمان استدامة الخُضرة ونقاء المياه.


الترويج والتسويق السياحي

إطلاق حملة وطنية بعنوان “سحم الكفارات… جنة الشمال الأردني” للترويج محليًا وعربيًا.

إدراج المنطقة ضمن المسار السياحي الشمالي الذي يضم أم قيس والحمة الأردنية وعجلون.

إنتاج مقاطع فيديو وصور احترافية بالتعاون مع مؤثري السياحة العرب.

تنظيم مهرجان سنوي للمياه والبساتين يعرض المنتجات الزراعية والمأكولات الريفية.

إشراك المجتمع المحلي

تدريب شباب القرية على الإرشاد السياحي والضيافة البيئية.

دعم النساء لإطلاق مشاريع منزلية صغيرة لبيع المربيات والعسل والزيت والصابون البلدي.

تشجيع المدارس والجامعات على تنظيم رحلات تعليمية وسياحية إلى المنطقة.
⁠
⁠
جذب الاستثمارات

إعداد خطة استثمارية متكاملة بالتعاون مع هيئة الاستثمار الأردنية.

منح إعفاءات ضريبية للمشاريع السياحية والزراعية المستدامة.

دعوة مستثمرين من الأردن ودول الخليج لإنشاء مرافق ضيافة ومنتجعات بيئية متكاملة.

وفي الختام

تبقى سحم الكفارات شاهدًا على روعة الطبيعة الأردنية وكرم أرضها ومائها، ومثالًا حيًا على إمكانية الجمع بين الجمال الطبيعي والتنمية المستدامة.
إنها حقًا جنة الشمال الأردني التي تستحق الرعاية والاهتمام لتتحول إلى وجهة إقليمية مميزة للسياحة والاصطياف والتنزه، فتُسهم في إنعاش الاقتصاد المحلي وتعزيز مكانة الأردن على خارطة السياحة الإقليمية.

وللحديث بقية…