facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




دول حاكمت قادتها .. فهل يُقيم الفلسطينيون قرارات حماس؟


صالح الراشد
11-10-2025 11:27 AM

انتهى العدوان وشاهد أبناء غزة سمائها دون خوف من أزيز الطائرات، وعانقوا زُرقة البحر دون خوف من صياد، وغفوا في الخيام والبيوت المهدمة بسلام، ليحلموا بغزة وقد عاد إليها بهائها وضيائها وأمانها، رغم افتقادهم الاحباب والأصدقاء وهم يتجولون بين البيوت الخَرِبة والشوارع المُدمرة، وسيزورون القبور الجماعية ويقرأ كل منهم الفاتحة على من فقد في حرب لم يكن لهم قرار في اشتعالها أو نهايتها، سيبحثون بين الأنقاض عن الذكريات وصور الأحباب لعل الصور القديمة تغذي ذاكرتهم بالأمل كون صور اليوم لا تحمل إلا الوجع، ففي هذا الزقاق استشهد الكثيرون وفي ذلك الشارع لم يعرفوا هوية الشهداء وتلك البيوت نامت على سكانها وأسرارها ولن تعود تحمل ذات الأسرار.

وفي العالم العربي الذي لم يتبقى من عروبته إلا لغة الضاد فقد غردوا هللوا تسابقوا على صفحات العالم الافتراضي للتغني بنصر كُتب بدم أهل غزة فقط، فاحتفل غالبيتهم بنصر غير مكتمل وحولوه لفتح مبين وكأنهم حملوا السلاح وحاربوا أو هُجروا من بيوتهم وصبروا أو كأنهم فقدوا أبنائهم وبناتهم ووالديهم شهداء واحتسبوا، هللوا على طريقة الراقصات على مسرح الحياة ينتظرون "النقطة" من السكارى الحضور، نعم..الكل يدعي النصر في عالم الهُلام حتى ضاع النصر من صُناعة من أهل غزة، فما أكذبكم أيها العرب وما أقل مروأتكم وما أعظم جرأتكم باجترار الكذبة تلو الأخرى لمحاولة سرقة دماء الشهداء وجراح المصابين، فأنتم بلا ضمير ولا إنسانية فلتصمت ألسنتكم ولتوقفوا هذركم ونفاقكم.

انتهى العدوان ومعه بدأ الحساب والعمل ليوم أفضل، انتهى العدوان وسيبدأ الإعمار ومعه لا يجب التوقف عن مُطاردة مردة شياطين الكيان في المحاكم الدولية، والبناء على قرار المحكمة الجنائية بمحاكمة نتنياهو لقتلة حوالي سبعين ألف فلسطيني ومئة وخمسين ألف مصاب وتدمير أكثر من مائة ألف بيت، وتسببه بوجود الآف اليتامى، وأصبح مئات الالاف بحاجة لعلاج نفسي، لتكون محاسبة المجرم حق واجب التنفيذ لتعزيز المواقف العالمية، وهنا نشكر جنوب أفريقيا لارتدائها ثوب العزة والكرامة بانتصارها لشعب تتم إبادته بقرار غربي، فيما اكتفى العرب بالدعاء والجهاد بالسنن ليكونوا في مقدمة صفوف المتخاذلين، وينتظر العالم الحُر تنفيذ قرار الجنائية الدولية ليتأكد بأنه لا يوجد صفقة دولية بوقف الحرب مقابل التنازل عن الدماء الفلسطينية التي شارك الكثيرون في نزفها.

وعلى الشعب الفلسطيني تشكيل لجنة وطنية من كبار الخبراء الذين عانوا من العدوان، لدراسة ما قامت به المقاومة الفلسطينية وموقف السلطة التي أخرجها الرئيس الأمريكي ترامب من حسابات الحلول القادمة، ومدى صواب وخطأ طوفان الأقصى والإيجابيات التي تحققت بسببه والسلبيات التي رافقته، فقد جلب الطوفان اعتراف غير مسبوق بالدولة الفلسطينية وأعاد القضية لتصبح في مقدمة قضايا العالم وقاد قادة الكيان للمحكمة الجنائية وتسبب في عزل الكيان سياسياً، كما تسبب الطوفان في مواجهة عسكرية مع عدو مجرم يفوق قدرات حماس، واستطاع بصواريخه أن بحول غزة إلى مدينة أشباح وقتل وجرح ربع مليون فلسطيني، لذا على الشعب الفلسطيني في غزة أن يختار لجنة وطنية بحيث تتكون من خبراء وسياسيين ومهندسين وأطباء واقتصاديين للمشاركة في تحديد مستقبل غزة، وعدم ترك الأمر للغرب من جهة أو عوام غزة أتباع القنوات الفضائية المسيرة وذات الأجندات الخادعة والكاذبة من جهة أخرى.

وسيرفض الكثيرون من أدعياء البطولات تقييم من اتخذ قرار الحرب معتبرين ان ما جرى نصر مبين، بل يذهب البعض بعدم جواز محاسبة قادة المقاومة كون قراراتهم نبعت من أصل الدين، وبالتالي يحصنون قراراتهم بالقداسة وهذا خارج عن المنطق كون حماس تنظيم سياسي عسكري ذا توجه ديني يعمل حسب مبدأ الخطأ والصواب، وسيذهب البعض إلى أن شعوب العالم انتصرت للمقاومة وعلى هؤلاء الإدراك بأن الشعوب انتصرت للإنسانية وتظاهرت ضد حرب الإبادة، وانتصرت للشعب الفلسطيني الذي يستحق حياة أفضل بعد أن تحمل جميع أنواع الاحتلال من الصهيوني للفصائلي كونهم لم يأتوا بصناديق الانتخاب، ليجدوا أنفسهم محاصرين داخلياً من جميع الجهات ويحلمون بقيادات تخدم الشعب لا تستعيده.

آخر الكلام:

قامت العديد من دول العالم بمحاسبة قادتها على قراراتهم ومنهم الالماني هتلر واليوغسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش والليبيري تشارلز تايلور والمصري حسني مبارك، وفي كوريا الجنوبية تم محاكمة الرئيسة بارك غن هيه والرئيس يون سوك يول وتم عزله من منصبه، والفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس وزراء الكيان إيهود أولمرت ثم نتنياهو والباكستاني نواز شريف والإيطالي سيلفيو برلسكوني، فهل يقوم الشعب الفلسطيني بتقييم قرارات قادة حماس أم أنهم فوق التقييم والمحاسبة.؟!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :