في مقالة نشرها الكاتب الاستاذ جمال القيسي (عمون) بعنوان (وهم السردية الاردنية) ينحاز الكاتب متاثرا برواسب متبقية من الفكر الماركسي لم يستطع التخلص منها كما يبدو الى الفيلسوف الفرنسي جان فرنسوا ليوتار الذي ادخل قبل 55 عاما نظرية ما بعد الحداثة الى علم الاجتماع مبشرا بسقوط السرديات (الايديولوجيات) الكبرى التي يعتبرها نتاج الحداثة، ويعتمد القيسي القياس على ما ذهب اليه ليوتار على (السردية الاردنية) فالاول كان يتحدث فلسفيا عن ايديولوجيات فظن القيسي أن ليس هناك من يقرأ ويكتشف الخلط الذي تعمده للطعن في السردية الاردنية حين يبهر القارئ باسم ( جان فرانسوا ليوتار ) الفيلسوف ذو الخلفية الماركسية والذي ثبت فيما بعد ركاكة وضعف وسقوط نظريته (مابعد الحداثة ).

قياس مغلف بعبارات فلسفية لا علاقة لها بالواقع ولا مجال للقياس على سرديات دول اخرى في غرب الكرة الارضية ونحن نفهم جيدا ما وراء العبارات والقصد من اسقاط السردية الاردنية والدفع الى فراغ مقصود لخلخلة المجتمع الاردني لانتاج واقع جديد بادوات جديدة واشخاص جدد.

السردية الاردنية وحتى السردية في اي دولة عربية انما تنبع من تربة منطقة ضاربة في اعماق التاريخ والتراث ذات جذور تمتد في الزمن وتنتج اغصانها في الحاضر والمستقبل غير ان السردية الاردنية تمتاز بمشروعيتها الدينية ومشروعيتها السياسية التاريخية فهي اولا بقيادة آل البيت من بني هاشم وثانيا قامت على اساس عروبي قومي جامع بغض عما خططت له القوى الاستعمارية الكبرى في الربع الاول من القرن الماضي وخدعت وخانت به الطموحات والمطالب العربية، ولا يهمنا ما ارادوا هم وانما ما اردنا نحن ومن هنا فإن السردية الاردنية قامت في جذورها على الفكر الوحدوي وما زال الاردن على ذات المبدأ لا يتزحزح ، وهذا امر يجب شرحه وتثبيته في النظام التعليمي.

واخيرا الى الكاتب المحترم جمال القيسي اقول لست وحدك من يقرأ في الفلسفة ولكنك وحدك من يلوي عنق الفلسفة لإسناد رأي هش او للطعن في رأي وواقع.