facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




روسيا بين المجد القيصري والواقع المعاصر


د. بركات النمر العبادي
12-10-2025 11:02 AM

(مقارنة بين إمبراطورية روسيا القيصرية ، روما القديمة، والولايات المتحدة الأمريكية)

في أعماق التاريخ ، تقف الإمبراطوريات الكبرى شاهدة على عصور من التوسع والسيادة. تبرز بينها ثلاث نماذج فريدة أعادت نفسها في كل عصر: الإمبراطورية الرومانية، التي أسست مفهوم السلطة العابرة للحدود؛ والولايات المتحدة، التي أعادت تشكيل النظام العالمي بإمبراطورية ناعمة؛ وروسيا، التي تتأرجح بين إرث قيصري مجيد، وحاضر يسعى لاستعادة المجد.

١- من روما إلى روسيا: شهوة الإمبراطوريات

النفوذ الذي سادت به روما كان نفوذًا واسعًا من بريطانيا إلى سوريا — ليس توسعًا جغرافيًا فحسب ، بل هندسة حضارية ، وفي هذه الألفية ، كرّرت الولايات المتحدة التجربة بأسلوب مختلف : عبر القوة العسكرية ، و النظام المالي الدولي ، والتكنولوجيا والثقافة ، أما روسيا ، فبين الماضي والحاضر، تحاول أن تستعيد مكانتها الإمبراطورية باستخدام مزيج من القوة الناعمة والخشنة والهوية التاريخية.

2- روسيا القيصرية: إمبراطورية الأرض والقيصر

• في القرن التاسع عشر، كانت روسيا القيصرية دولة مترامية الاطراف تضم عشرات القوميات والأديان ، يحكمها قيصر تتمتع سلطته بامتيازات مطلقة.
• تميزت بسياسة توسعية نحو القوقاز، آسيا الوسطى ، وسيبيريا ، مع تعزيز فكرة "روما الثالثة" كمركز للعقيدة الأرثوذكسية.
• رغم محاولات التحديث مثل إلغاء القنانة عام 1861، بقيت الدولة متأخرة اقتصاديًا، وتعرّضت لهزيمات أمام قوى متقدمة مثل اليابان.

3- روسيا الحديثة: قوة تبحث عن هوية إمبراطورية جديدة
• تمتلك اليوم روسيا إمكانات استراتيجية ضخمة : جيش نووي ، موارد طبيعية هائلة ، إرث حضاري ، وموقع جغرافي فريد.
• في ظل قيادة فلاديمير بوتين ، تسعى لاستعادة نفوذها العالمي عبر تدخلات عسكرية (في أوكرانيا وسوريا) وتحالفات جيوسياسية (كمنظمة شنغهاي).
• تستخدم خطاب "العالم الروسي" كأداة لاستحضار الماضى الإمبراطوري، رغم التحديات الاقتصادية والسكانية.

4- بين الولايات المتحدة وروسيا: إمبراطوريتان بفلسفتين متباينتين
• الولايات المتحدة ترى نفسها زعيمة عالمية، تقود بالقيم والمؤسسات، وتسعى لفرض نمطها في النظام الدولي.
• روسيا تسعى إلى عالم متعدد الأقطاب، تراهن على هويتها التاريخية ، طموحاتها الإستراتيجية، وخياراتها في المواجهة مع الغرب.
• يمكن القول: بينما تتوجه أمريكا نحو النفوذ الناعم الحضاري والمؤسساتي، تنتهج روسيا نهجًا مركزيًا يركّز على القوة الصلبة والرسالة الحضارية.

وفي الختام، روسيا اليوم تحمل في داخلها توترًا بين إرث إمبراطوري عميق، وطموح جيوسياسي لا يهدأ، يقابله واقع داخلي هش اقتصاديًا واجتماعيًا. هي تحاول كتابة فصل جديد في سجل القوى العالمية ، في ظل نظام لا يعترف إلا بالقوة ، الشرعية ، الابتكار ، وبينما تسير الولايات المتحدة على خُطى روما الحديثة ، تشق روسيا طريقها حاملة إرث قيصر، وسيف الجغرافيا

حمى الله الاردن وسدد على طريق الحق خطى شعبه وقيادة





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :