1948 مرورًا بالكرامة إلى طوفان الأقصى .. الأردن على العهد
عميد متقاعد حسن أبو زيد
13-10-2025 01:22 AM
منذ حروب عام 1948، والأردن يقف ثابتًا على أرض المبدأ، لا تزعزعه العواصف ولا تُغريه حسابات السياسة المتقلبة. فمنذ اللحظة الأولى لقيام الاحتلال، حمل الأردن راية الدفاع عن فلسطين، إيمانًا منه بأن القضية ليست حدودًا ولا جغرافيا، بل عقيدةٌ وانتماءٌ وواجبٌ قومي ووطني فقدّم الأردن الشهيد تلو الشهيد في معارك القدس واللطرون وباب الواد، وواصل مسيرته المشرّفة مرورًا بحرب عام ٦٧ ووصولا لمعركة الكرامة الخالدة عام 1968 معركة الشرف والبطولة التي أعادت للأمة ثقتها بقدرتها على النهوض والانتصار وحققت اول نصر عربي على إسرائيل ومنذ ذلك الحين، ظلّ الأردن يكتب بدماء أبنائه ومواقفه الشجاعة صفحاتٍ مضيئة في سجلّ العروبة. وكانت حرب عام ٧٣ حرب الجولان التي شارك بها الاردن وخاض مغركة حامية الوطيس دفاعا الجولان السورية وأمراض عربية وقدم مالا يقل خمسة وعشرون شهيدا من اللواء المدرع/٤٠ .
ومع كل محطةٍ من محطات الصراع، بقي صوته عاليًا في الدفاع عن الحق الفلسطيني، متمسكًا بثوابته رغم ضغوط المرحلة وتعقيدات المشهد الدولي.
واليوم، ومع طوفان الأقصى وما تبعه من حربٍ قاسيةٍ وظالمة على غزة، يؤكد الأردن مجددًا أنه على العهد باقٍ، ثابتٌ في مواقفه، صادقٌ في التزامه، حاضرٌ في كل الميادين السياسية والإنسانية، ومدافعٌ عن القدس والأقصى وحقّ الشعب الفلسطيني في الحرية والكرامة.
خلال العامين الأخيرين من الحرب على غزة، عبّر الأردن بوضوح عن موقفه الثابت، رافضًا العدوان، مستنكرًا الجرائم بحق المدنيين، ومحذرًا من تجاوز الخطوط الحمراء في القدس والمقدسات، ومؤكدًا أن أمن المنطقة لن يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال وتحقيق العدالة.
في ظلّ اشتداد الأزمات الإقليمية، بقي الأردن نموذجًا في التوازن والالتزام بالمبدأ. لم يتردد في قول كلمة الحق، ولم يتوانَ لحظةً عن أداء واجبه الإنساني والسياسي، من الإغاثة المتواصلة إلى الدبلوماسية النشطة، ومن صوت الملك في المحافل الدولية إلى نبض الشارع الأردني المتضامن مع غزة والقدس. والجهد الأردني في هذا المجال افشل قضيتي التهجير والنزوح خارج الأراضي الفلسطينية ولم يألو جهدا في تقديم المساعدات الإغاثية والطبية من خلال مستشفيات القوات المسلحه الجيش العربي الباسل وهذا غيض من فيض من الدور الأردني ممثلا بقيادته وحكومته وشعبه الأردني الوفي.
يبقى الأردن على العهد.. بثباتٍ وشرفٍ وإيمانٍ راسخ بعدالة القضية الفلسطينية. ونظرا لمكانة الاردن سيشارك اليوم مع عدد من الدول وبرعاية أمريكية في شرم الشيخ على معاهدة السلام بين دولة الاحتلال والمقاومة الفلسطينية ممثلة لكل فصائل المقاومة وهذا دليلا آخر على أهمية الدور الأردني ومساهمته في الوصول الى هذه النتيجة والتي يعم بها السلم والسلام في غزة .
وظلّ الأردن حارسًا أمينًا للقدس والمقدسات، متمسكًا بالوصاية الهاشمية، مدافعًا عنها في وجه كل محاولات التهويد والتقسيم، ومؤكدًا أن القدس خطّ أحمر لا يقبل المساس به.