facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




سُعار الذهب .. حين يختنق الدولار بظلّه


رحاب القضاة
15-10-2025 11:18 PM

ما يحدث اليوم في أسواق الذهب ليس “ارتفاعًا” بل تمرّدٌ عالمي على نظام مالي مريض نعم يمكننا أن نسميه كما يستحق: سُعار الذهب — لأن الجنون لم يعد في الأسعار بل في عقول من ظنّوا أن الورق الأخضر يمكن أن يحكم العالم إلى الأبد.

منذ أن قررت أمريكا أن تجعل من الدولار سلاحًا لا عملة تغيّر وجه الاقتصاد العالمي.

اعتمدت على البندقية بدل الذهب وعلى الخوف بدل الثقة وربطت النفط بعملتها فيما سُمّي بـ البترودولار فصارت الشعوب تشتري الخبز بظلّ البنادق.

لكن الورق مهما زُخرف يبقى ورقًا والذهب مهما دُفن يبقى ذهبًا.

تطبع واشنطن اليوم دولارات بلا غطاء بلا حدود بلا ضمير.

حجم ما طُبع من الدولار يفوق ما تملكه أمريكا من ذهب بأكثر من مرتين ونصف ومع ذلك تصرّ على بيع الوهم للعالم بأن اقتصادها “الأقوى”.

إنها تُمسك العالم من جيوبه لا من ضميره.

أما الحقيقة فبدأت تتسرّب من بين الأصابع الأمريكية

فقد أدركت دول البريكس (الصين، روسيا، الهند، البرازيل، جنوب أفريقيا…) أن زمن الخضوع قد انتهى ، وأن النظام المالي العالمي لا يمكن أن يبقى رهينة مطبعة الدولار، لذلك بدأت تلك الدول تكدّس الذهب ليس للزينة بل لبناء عملة عالمية جديدة مغطّاة بالذهب عملة لا تُطبع بالهواء ولا تُسعّر بالبوارج ولا تُدار من خلف مكاتب الفدرالي الأمريكي.

وهكذا انفجر الطلب على الذهب حول العالم فقد صار الملاذ الآمن لا مجرد استثمار بل إعلان استقلالٍ اقتصادي.

العالم اليوم لا يهرب إلى الذهب خوفًا من التضخم فحسب، بل لأن الثقة بالدولار تتهاوى ولأن أمريكا لم تعد “الضامن” بل “المُهدِّد”.

لقد بدأ النظام المالي الأمريكي ينهار ببطء تمامًا كما تسقط الإمبراطوريات حين يسبقها غطرستها.

فحين تفقد العملة معناها يبدأ الناس بالبحث عن معنى جديد… والذهب كان دائمًا المعنى الأصلي.

فما نسميه اليوم “سُعار الذهب”، هو في جوهره صرخة عالمٍ يطالب بالعدالة.

ذهب البريكس ليس مجرد معدن إنه بيانُ تمرّدٍ مكتوب بلون الشمس ضد ورقٍ بلا قيمة اسمه الدولار.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :