في تاريخ الوصاية الهاشمية على القدس، ومقدساتها الكثير من الشواهد التي تشرح كيف ترسخ الدور الهاشمي، على مدار عقود من تاريخ المدينة المقدسة، خاصة وأن هذه الوصاية جاءت في زمن تحولات غير مسبوق بانعطافاته، حيث الاحتلال وهمجيته الآخذة بالازدياد.

بين هذه الوثائق التي تشرح هذا الدور، برقية أرسلها حماة الكنيسة في القدس إلى الملك المؤسس عبدالله الأول ابن الحسين.


وهي برقية.. من البطريرك الارتوذكسي في فلسطين في آيار عام 1948م، في نصها يقول البطريرك:" من دواعي سروري وغبطتي مع جميع افراد طائفة الروم الارتوذكس شكركم على زيارة كنيسة القيامة.. إن فرحنا العظيم لأن هذه الزيارة بنت القوة والثقة في قلوبنا للقيام بالمهمة التي وضعت على ما اتفقنا فيما يتعلق بالاماكن المقدسة ".

وبعد الشكر يقول البطريرك في برقيته: "هذه الزيارة من قبل جلالتكم ترمز الى ارتباط تاريخي جديد يرجع اصله الى ما قام به أسلاف جلالتكم العظماء من خلفاء وملوك العرب".


ولأن هذه الزيارة للملك المؤسس تزامنت مع عام النكبة، وكان جيشنا العربي يحصن المدينة المقدسة في وقت كان يستعد فيه الانتداب للرحيل؛ فتشير البرقية لدلالات عدة، إذ جاء فيها: "نتوسل اليه تعالى أن يمن على جلالتكم بالصحة.. ويكلل جهاد جيوشكم المظفرة بالنصر النهائي التام وربنا يحفظ جلالتكم بمنه وكرمه".

برقية مقدسية تحمل تعابير زمان بقي موصولا من زمن الأجداد إلى الأحفاد، حيث يتواصل هذا الدور لليوم، رغم كل ما تمر به المدينة من تحديات، إلا أن هذا الإرث الحي لا يزال حاضرا، يعبر عن دلالة مشرقية تأسست من إرث العهدة العمرية، ودور ملوك بني هاشم فيه معاصرة، من زمان الأصالة العربية، ومشروعية الحقوق العربية.