لأول مرة في التاريخ الأمريكي يرفض المرشح لمجلس الشيوخ ميلتون منحة الايباك المنظمة الصهيونية التي كانت لعقود تفتح الأبواب المغلقة أمام كل من ينال رضاها وتمنحه مفاتيح النجاح الانتخابي هذا الحدث غير المسبوق لم يأت من فراغ بل هو أحد ارتدادات طوفان الأقصى الذي لم يقتصر على ساحات القتال بل امتد إلى عمق الوعي الغربي والسياسي الأمريكي ليهز أركان النفوذ الصهيوني ويكشف زيف دعايته لعقود طويلة كانت الايباك تمثل رمز القوة والسطوة في واشنطن تتحكم في الأصوات وتملي القرارات وتشتري المواقف لكنها اليوم تواجه لحظة انكسار مدوية فالمعنى الذي حمله رفض ميلتون ليس مجرد امتناع عن المال بل إعلان تحرر من عبودية النفوذ الصهيوني الذي كان يفرض الولاء على السياسيين ويحول القضية الفلسطينية إلى ورقة مساومة داخل أروقة الكونغرس.

إن وعي الناخب الأمريكي تغير بعد الطوفان فمشاهد الدمار في غزة وصرخات الأطفال تحت الركام كسرت جدار الصمت وأزالت الغشاوة عن العيون لم يعد المال الصهيوني يغري أحدا بل صار وصمة عار يخشى المرشحون التصاقها بأسمائهم خوفا من الغضب الشعبي هذا التحول هو بداية النهاية للحبل السري الذي كان يغذي الكيان ويمنحه الحياة السياسية عبر مؤسساته الداعمة في الغرب.

لقد سبق هذا المشهد النائب البريطاني جورج غلاوي الذي تحدى منظومة المصالح وفاز فوزا كاسحا بشعار الحرية لفلسطين ليؤكد أن زمن التبعية قد انتهى وأن الشعوب الغربية بدأت تراجع ضميرها وتعيد تعريف العدل والسيادة

إن الطوفان الذي انطلق من غزة لم يعد مجرد مقاومة عسكرية بل صار ثورة وعي عالمية تزلزل المنابر السياسية والإعلامية وتعيد صياغة ظمفاهيم القوة والحق ما فعله ميلتون ليس حدثا عابرا بل بداية مسار جديد ستتبعه مواقف أخرى تضع حدا لهيمنة الايباك وتعيد الاعتبار للإنسانية قبل المصالح سبحان مغير الأحوال