لو كنت صاحب قرار في منهجية التربية والتعليم في زي الجامعات لتوجب على كل جامعة ان لاتستخدم عاملا للخدمات المساندة في رحابها كالزراعة والصيانة والبيئة والنظافة وطلاء الارصفة واطاريف الطرقات وغيرها ولاوكلت بتلك المهمات كواجبات على الطلبة في إطار مساق للمسؤولية المجتمعية بحيث لايتخرج الطالب الا وقد انهى هذا المساق ممارسة عملية وسلوك فاعل يترك في نفس الطالب الاثر بأن المواطنة الصالحة عملا منتجا وان الانتماء يحتاج الى تربية للنفس على حب العطاء وان التطوع تهذيب للسلوك ورقي في الاخلاق التي تسمو بصاحبها الى مراتب الرفعة الانسانية والارتقاء عن الغوغائية والفوضى اذ ليس من المعقول ان يتخرج طالب من جامعته دون ان يغرس نبتة او يزرع شجرة او يروي وردة او يملا كفية بقطف حفنة زيتون او يغبر حذائه من نظافة شارع في جامعة احتضنته لسنين.

لو كنت صانع قرار في معالجة الشغب واعمال العنف في جامعاتنا لما ترددت في إقرار فصل دراسي اضافي كامل يؤديه الطالب المشاغب في العمل التطوعي في خدمة المجتمع من خلال بلدية المنطقة التي تتواجد فيها الجامعة في مجالات المحافظة على البيئة والنظافة العامة والصيانة والعون الانساني وغيره ليتلقن الطالب درسا في الاستقامة الصالحة لمواطنته وان التميز في النجاح يحتاج الطالب المفكر المتعلم لا المتعلم بلا تفكير

ان مايجري في الجامعات من اعمال شغب مخلة باداب التعليم وجلال العلم وإجلال صروحه وحرمات منابره إنما يعكس حالة الانحطاط الفكري والانحدار الاخلاقي والانهدام التربوي للبعض وقد خالفوا شريعة العلم وشرائع العلماء ورسالة التعليم