الى وزير الداخلية .. الأمن القيمي
19-10-2025 04:19 PM
كانت مبادرة التخفيف من ثقل أعباء المناسبات والعادات الاجتماعية مبادرة طيبة كونها تراعي الجانب الاقتصادي للمواطن غير أن العمل بها أو تركها يكون اختياريا ،فالبعض يقدس العادة والبعض يجد وجاهته من خلال كبر حجم الجاهة أو كبر حجم العزاء والمعزين، ولم يزل البعض يرى مكانته الاجتماعية ترتبط بالتبذير المرئي أو حتى بإطلاق الأعيرة النارية ولذا كثيرا يستعصي تغيير العادة بزمن قصير لأن العادة حتى وإن كانت تحمل جوانب سلبية إلا أنها جزء من ثقافة، وهنا نتحدث عن جانب لامادي من ثقافة الشعوب يتطلب وقتا
غير أن الذي يمكن تغييره بقرار هو ما يهدد الأخلاق المجتمعية والأمن المجتمعي مرتبط بالأخلاق.
وهنا أعيد وأكرر ما هو مطلب لكثيرين يرون أن استمرار مهازل السوشيال ميديا تهدد قيم واخلاق المجتمع والمطلوب ايقافها ، وهذا تقنيا بالتعاون مع وحدة الجرائم الالكترونية قد يكون سهلا، والموضوع لا يحتاج سوى اتخاذ قرار حازم ، نحن جيل نذكر أن امهاتنا كن يستبعدننا من أي جلسة نسوية قد يكون فيها ذكر لأي كلمة خارجة أو تسبق السن الذي كنا فيه، كانت أمي وكن كل النساء يشرن الى أحدنا اذا ما تم طرح سؤال :في أي شهر من الحمل اصبحت؟ بترك المكان فورا، وكان هذا إجراء صائب ،كبرنا وأصبحنا حذرين حتى مع بناتنا فالالفاظ والمحتوى الذي يتنافى مع أخلاقيات مجتمعنا يمنع ذكره أو سماعه اوالتحدث به ، غير أن لعنة السوشيال ميديا اصبحت قنبلة غير موقوته في كل بيت وتسهم في هدم قيم واخلاق المجتمع المتعارف عليها، ومع تأكيدي بأن لا مجتمعا مثاليا طوال الوقت ولا مثالية مطلقة غير أن اتاحة البثوث التي تخدش حياء المجتمع وتسهم في هدم الروابط الأسرية من أخطر ما يهدد التربية ومن اخطر ما يهدد استقرار الأسر وأخطر ما قد يتعرض لسماعه طفل او مراهق فالمرجعية التربوية بفعل ثورة المعلوماتية لم تعد مرتبطة بالأبوين او الأسرة ، ومن الخطأ تستمر عروض "الشو " والتكسب عن طريق نشر الفضائح مفتوحة إلى هذا الحد والأمثلة كثيرة ولست أشك في قدرة أجهزتنا ووزارة الداخلية في التحكم بمثل هذه الآفة والأمر يحتاج قرار يتبعه إجراءات.
هذا المجتمع كما أنتم معنيون بأمنه الذي لا يتجزأ نحن وإياكم أيضا معنيون من باب المسؤولية المجتمعية على المحافظة على ما تبقى فيه من قيم وأخلاق ومعنيون بحماية حواس الناشئين فيه
لإجراءاتكم …