لا تسألوا الحكومات والأنظمة العربية وحدها عن تحرير فلسطين ولا تسألوا الجيوش متى تزحف لترمي إسرائيل في البحر وإطعام جيشها والمستوطنين للسمك، فقد أنهكتنا هذه الأسئلة ولم ولن نجد الجواب. ولكن نريد أن نسأل الأمة أيضًا: هل لديها عقيدة مُجْمَعة على التحرير؟

الصحفي الأمريكي علي يونس أرسل لي منشورًا مُوَثَّقًا فحواه أن كيبوتس إسرائيليًا أوكل محاميًا أردنيًا لمقاضاة شركة أردنية على إثر خلاف تجاري مع هذا الكيبوتس، ويطالبون السفير الأردني في تل أبيب غسان المجالي التدخل لدى الحكومة في هذا الطلب ومنع أي إجراء تأديبي تتخذه نقابة المحامين تجاه زميلهم المقصود ورد الاعتبار، وأن ذلك يُخالف نصوص معاهدة السلام.

وإلى غير ذلك؛ وليمة في الزرقاء تُقام من أحد الأشخاص ومن أبناء جلدة فلسطين لعضو من اليمين المتطرف في الكنيست الإسرائيلي، وقد ظهر هذا النائب مع السفاح نتنياهو والمجرم سموتريتش في صور فيها الوُدُّ والغزل. وكثيرًا مثل هذه المواقف المخجلة وغير الرسمية حَدَثَ ولا حَرَجَ في بلدان العرب، وما خفي أعظم. وأما في غزة فقد تجلت الخيانات والعمالات إلى حد الإشهار والعلن وحمل السلاح إلى جانب إسرائيل، كما هي جماعة ياسر أبو شباب وغيره من الشباشب والجُزُم.

إن تحرير فلسطين يحتاج أن تجتمع الأمة أولًا على عقيدة التوحيد القومي والخجل العربي والإيمان بالتحرير. وأما أن يكون حال هذه الأمة ما بين مَن يشد ومَن يُرخي، فعندها تكون أي محاولة للتحرير إنما هي مغامرة ومجازفة وسفك للدم الفلسطيني، كما هي غزة الآن.