البرغوثي .. هل يستطيع توحيد الشعب الفلسطيني وحكم الضفة وغزه؟!
د. ثابت المومني
24-10-2025 08:37 PM
ملخص
يمثل مروان البرغوثي الشخصية الفلسطينية الأكثر قبولًا شعبيًا وقدرة نظرية على توحيد الضفة وغزة تحت قيادة واحدة، لما يتمتع به من تاريخ نضالي وشرعية وطنية عابرة للفصائل. إلا أن نجاحه الفعلي مرهون بثلاثة شروط أساسية: الإفراج عنه أو تمكينه من القيادة، توافق فتح وحماس على إنهاء الانقسام، وتوافر دعم إقليمي ودولي لمرحلة فلسطينية جديدة أكثر استقلالًا.
يبقى اسم مروان البرغوثي أحد أبرز رموز النضال والوحدة في الوجدان الفلسطيني. فالرجل الذي يقضي محكوميته في السجون الإسرائيلية منذ عام 2002 لا يزال يحظى بشعبية واسعة واحترام عابر للفصائل، إذ يُنظر إليه كقائد نظيف التاريخ، مستقل القرار، وقادر على تمثيل مختلف مكونات الشعب الفلسطيني.
البرغوثي يمتلك شرعية نادرة لا تقتصر على حركة فتح، بل تمتد إلى أوساط من حماس والجهاد الإسلامي، ما يجعله المرشح الأكثر قبولًا لقيادة مرحلة وحدة وطنية حقيقية. لكنه، في المقابل، يواجه واقعًا سياسيًا منقسمًا بين سلطتين، في الضفة الغربية وغزة، لكل منهما مؤسساتها وأجهزتها ونفوذها. توحيد هذا الواقع يتطلب إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس شاملة، وتحويل السلطة الفلسطينية من كيان إداري محدود إلى سلطة وطنية جامعة، وهو ما يحتاج إلى توافق داخلي وإرادة دولية غير متوفرة بعد.
إسرائيل ترفض الإفراج عن البرغوثي لأنها تدرك أنه الوحيد القادر على كسر حالة الانقسام وإعادة تشكيل القيادة الفلسطينية على أسس ديمقراطية وشعبية. ومع ذلك، فإن حضوره في الشارع الفلسطيني يزداد قوة مع كل أزمة سياسية أو إخفاق في المصالحة، إذ يرى فيه كثيرون “الرصيد النظيف” الذي يمكن أن يعيد الثقة بين الشعب ومؤسساته.
نجاح البرغوثي في توحيد الفلسطينيين مرهون بثلاثة شروط أساسية: الإفراج عنه أو تمكينه من القيادة الفعلية، توافق فتح وحماس على إنهاء الانقسام، ووجود دعم إقليمي ودولي يعترف بشرعية قيادة جديدة أكثر استقلالًا. وإذا تحققت هذه الشروط، فقد يكون البرغوثي الرجل الذي يفتح صفحة جديدة في التاريخ الفلسطيني الحديث، ويعيد توحيد القرار الوطني بعد سنوات من التشرذم.
حتى ذلك الحين، سيظل مروان البرغوثي رمز الأمل الفلسطيني الذي ينتظر لحظة الحرية، ليوظف تاريخه النضالي في مشروع سياسي يوحّد الفلسطينيين من جديد ويعيد للقضية الفلسطينية صوتها الواحد وكرامتها المفقودة.