هؤلاء علقوا الجرس .. والعرب نيام .. !!
صالح الراشد
25-10-2025 01:05 AM
علقت جنوب أفريقيا الجرس وطاردت الكيان الاسرائيلي وقياداته في المحكمة الجنائية الدولية، واستصدرت قرار اعتقال بحق رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة، و طالبت فرانشيسكا ألبانيز المقررة الخاصة للأمم المتحدة بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية بمحاكمة جميع الشركات الداعمة للإبادة الجماعية في غزة، من شركات أسلحة وتكنولوجيا، وقرعت إسبانيا الحرس بإلغائها صفقات أسلحة مع الاحتلال تتجاوز قيمتها المليار يورو، وفرضت حظراً كاملاً على استيراد أو تصدير الأسلحة والتقنيات ذات الاستخدام المزدوج من وإلى دولة الاحتلال، بل منعت عبور هذه الصفقات عبر الأراضي الإسبانية.
وارتفع صوت جرس العدل وحقوق الإنسان حين خرجت الجامعات الأمريكية والأوروبية في مظاهرات ضخمة ضد الكيان مطالبين بوقف التعاون مع جامعاته، وأرسلت إيطاليا وإسبانيا سفن حربية لمساعدة "أسطول الصمود العالمي" الساعي لكسر الحصار عن غزة بعد أن استهدفه العدو الاسرائيلي بطائرات مُسيّرة، وقادت فرنسا حملة عالمية للاعتراف بفلسطين في الأمم المتحدة وحشدت لها بطريقة أرقت الكيان الاسرائيلي وحليفه الأمريكي، ودعا الرئيس الكولومبى جوستافو بيترو دول الجنوب العالمى إلى تشكيل "جيش دولى قوى" لتحرير فلسطين والدفاع عن شعبها ضد ما وصفه بـ"الطغيان والشمولية" التى ترعاها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسى.
وشهدت إيطاليا أكبر إضراب عام احتجاجاً على الإبادة الجماعية التي ترتكبها القوات الاسرائيلية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، وعمت الإضرابات والمظاهرات مختلف المدن الإيطالية، من روما إلى ميلانو ونابولي وبولونيا وتورينو وجنوى وباليرمو، وتوقف العمال عن العمل ليوم كامل، ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية، ومرددين هتافات: "الحرية لفلسطين"، "كلنا ضد الاسرائيلية" و"فلسطين حرة من النهر إلى البحر"، و"أوقفوا الإبادة في غزة"، وعلى ذات الطريق تعاقب سكان المدن الإسبانية في التظاهر ضد الكيان، وشكلت جماهير الأندية الكروية وحدة فعالة في الذود عن فلسطين.
هذا في الغرب حيث ارتفعت الأصوات والأجراس وانتقلت الحكومات والشعوب من القول للفعل، فيما الشعوب العربية في غيبوبة كُبرى قد تصل لثلاثمائة سنين وقد يزدادوا تسعا، ولم يستفيقوا رغم أصوات الحق المرتفعة وأجراس العودة التي تدلهم على الطريق لتظل الشوارع العربية هادئة والكيان الاسرائيلي ومواطنيه مطمئنين للمواقف العربية بأنها لن تصل مرحلة الغليان والتبخر، لكنها على صفيح ساخن لا يؤثر إلا بالقريبين منها في الشوارع العربية، فيما البعيدين في دولة الاحتلال سينجون ويظلون في أمان، فالعالم العربي الإسلامي تغير وتبدل وأصبح مشلول الحركة لنصرة المظلوم، لذا لم يتحرك لأجل غزة ولا لأجل عديد العواصم التي قصفها الطيران الاسرائيلي، لنشعر ان استبدال العرب بالغرب قد بدأت.
آخر الكلام:
على مدار عامين انتفضت جامعات الغرب فيما اتخذت الجامعات العربية من جامعة الدول العربية قدوة لها في الصمت التكتيكي.
لقد انتصر شعب غزة بالصمود على أرض وطنه رغم تعاظم الجراح.