حين يلتقي الحياد السويسري بالحكمة الأردنية: علاقات تعزز الأمل
السفير الدكتور موفق العجلوني
25-10-2025 01:23 AM
في ظل الأزمات التي تعصف بمنطقة الشرق الأوسط ، يعكس اللقاء الأخير بين وزير الخارجية السويسري، إيغنازيو كاسيس، ونائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، عمق هذا التعاون السياسي والإنساني. هذا اللقاء الهام لا يصب فقط في مصلحة البلدين الصديقين و انما يصب في مصلحة الانسانية جمعا ، لما عرف عن سويسرا من حياد دولي و ما عرب عن الاردن من حكمةً وعقلانية و دبلوماسية نالت احترام القيادة السويسرية و زعماء العالم
ما يلفت النظر في هذا اللقاء هو اتفاق الطرفين على تعزيز آفاق التعاون في مختلف المجالات، مما يعكس رغبة حقيقية في بناء شراكة قائمة على الثقة والاحترام المتبادل.
و كسفير اردني تربطه في سويسرا علاقة خاصة و علاقات طيبة مع العديد من الاصدقاء السويسرين منذ عام ١٩٩٢ ، أقدّر هذه الجهود التي تُبذل ليس فقط على مستوى العلاقات الثنائية، بل أيضًا في التعامل مع الأزمات الإقليمية، وعلى رأسها الحرب في غزة.
تصريحات الوزير الصفدي حول ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار في غزة وإزالة القيود على إدخال المساعدات الإنسانية تعبّر عن موقف إنساني ناضج ومسؤول. إن مثل هذه المواقف تلتقي مع المبادئ السويسرية في الحياد الإيجابي، والدعوة للحلول السلمية، ورفض معاناة المدنيين في أوقات الحروب.
كما أن مناقشة الوضع في سوريا، ودعم الأردن لجهود إعادة البناء على أسس تضمن وحدة الدولة واستقرارها، يمثل نهجًا واقعيًا ومطلوبًا في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ المنطقة.
نتطلع نحن في الاردن الى ان يستمر هذا النهج المشترك بين عمان وبيرن . فالعلاقات بين بلدينا ليست مجرد دبلوماسية روتينية، بل شراكة يمكن أن تساهم في صناعة السلام، وتوفير الدعم الإنساني، وبناء نموذج ناجح للتعاون الدولي في منطقة تعاني من التوترات المستمرة.
إن إدامة العمل المشترك والتنسيق المستمر بين الأردن وسويسرا هو استثمار في مستقبل أكثر استقرارًا وعدالةً، ليس فقط للشعبين، بل للمنطقة بأكملها .
يعكس تاريخ العلاقات الأردنية السويسرية عمق التعاون والاحترام المتبادل بين البلدين الصديقين والذي تجسد في وجود المندوبية الدائمة للأردن في جنيف وسفارة الأردن في بيرن، مما يعكس التزام الأردن القوي بتعزيز هذه العلاقات. اللقاء الأخير بين وزير الخارجية السويسري ووزير الخارجية الأردني في عمان يعد دليلاً ملموساً على الثقة الكبيرة التي تضعها سويسرا في الأردن وعلى النظرة المشتركة بين البلدين في التعامل مع قضايا المنطقة والعالم. كما يعكس هذا اللقاء التزام الجانبين بالحوار كوسيلة أساسية لحل القضايا الخلافية، مما يعزز من الدور الحيوي الذي تلعبه كل من الأردن وسويسرا في دعم السلام والاستقرار العالمي.
و كما هو معلوم فقد تاسست العلاقات الدبلوماسية بين الأردن وسويسرا عام 1974، حينما قام الأردن بفتح سفارة له في العاصمة السويسرية بيرن ، ما شكل بداية لعلاقات دبلوماسية رسمية بين البلدين. ورغم أن العلاقات بين البلدين بدأت على مستوى دبلوماسي محدود في البداية، إلا أنها تطورت مع مرور الوقت لتشمل مجالات متعددة مثل الاقتصاد، والتجارة، والثقافة، والتعليم، والتمويل.
تتمتع سويسرا بمكانة خاصة في السياسة الدولية، بفضل دورها كمقر للعديد من المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة ومنظمة التجارة العالمية، وهي بذلك تمثل نقطة اتصال هامة للأردن مع العديد من الهيئات الدولية. كما أن سويسرا، بفضل حيادها التاريخي، لعبت دوراً مهماً في تسهيل عملية الحوار بين مختلف الأطراف في المنطقة.
وبالرغم من بعد المسافة الجغرافية بين البلدين، فإن العلاقات الأردنية السويسرية شهدت تنامياً في التعاون الثنائي على مختلف الأصعدة، بما في ذلك المجالات الإنسانية والتنموية، حيث عملت سويسرا بشكل متواصل على دعم المشاريع التنموية في الأردن، خاصة في مجالات المياه والطاقة والتعليم.
و تُعد العلاقات بين الأردن وسويسرا اليوم نموذجاً للتعاون المستمر والمثمر، وهي مرشحة للاستمرار في النمو بفضل الإرادة
وًمنذ بداية هذه العلاقات في عام 1974، شهدت تطوراً ملحوظاً في مختلف المجالات، مما يعكس التزام البلدين بتعزيز التعاون المشترك في شتى الأصعدة. وجود المندوبية الدائمة للأردن في جنيف وسفارة الأردن في برن، و السفارة السويسرية في عمان بالاضافة إلى اللقاءات المتكررة بين المسؤولين في البلدين، يؤكد على الأهمية الكبيرة التي توليها كل من الأردن وسويسرا لتعزيز هذه العلاقات ، و التي تمثل نموذجاً للتعاون الدولي القائم على الحوار والتفاهم المتبادل، وتهدف إلى تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم .