facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تحركات ولي العهد الخارجية… قراءة في دبلوماسية الدور الأردني الجديد


د. ختام زهير العبادي
25-10-2025 06:33 PM

تأتي زيارتا سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني إلى بريطانيا وفرنسا في توقيت سياسي بالغ الأهمية، ليس فقط على مستوى العلاقات الثنائية، بل في سياق إعادة تموضع الأردن على خريطة الشراكات الدولية في ظل التغيرات المتسارعة في الإقليم والعالم.

خلال زيارته إلى لندن، رعى سموه المنتدى الأردني–البريطاني للتكنولوجيا والابتكار، وهو حدث يتجاوز طابعه التقني إلى رسالة سياسية واضحة: الأردن يتحرك نحو بناء علاقات قائمة على الاقتصاد المعرفي والتكنولوجيا كمدخلٍ لتحديث الدولة وتعزيز قوتها الناعمة.
هذا التوجه يعكس فهمًا متقدمًا لطبيعة المرحلة المقبلة، حيث أصبحت التكنولوجيا والابتكار أدوات تأثير سياسي واقتصادي لا تقل أهمية عن التحالفات الأمنية والعسكرية.

أما في باريس، فقد جاءت اللقاءات التي عقدها سموه لتؤكد عمق الشراكة الأردنية–الفرنسية، وتعيد تأكيد موقع الأردن كطرف فاعل في ملفات التعليم والطاقة والدفاع.
ففرنسا، بوصفها لاعبًا رئيسيًا في الاتحاد الأوروبي، تدرك أهمية الاستقرار الأردني في منطقة مضطربة، بينما يدرك الأردن أهمية تنويع شراكاته الأوروبية بما يخدم التحوّل في موازين القوة العالمية بين الشرق والغرب.

الزيارتان، وإن بدتا متقاربتين زمنًا، إلا أنهما تحملان بعدًا استراتيجيًا أوسع:
الأردن يتحرك بخطى محسوبة لفتح قنوات تأثير جديدة خارج الإطار التقليدي للسياسة الشرق أوسطية، عبر تفعيل دبلوماسية شبابية ديناميكية يمثلها ولي العهد.
هذه التحركات لا تقوم على المجاملة الدبلوماسية، بل على رؤية عملية تستند إلى الاقتصاد، التكنولوجيا، والتعليم، وهي مجالات تُعدّ أساس النفوذ في القرن الحادي والعشرين.

ومع ذلك، يلاحظ المراقب أن الإعلام المحلي لم يمنح هذه الزيارات الاهتمام التحليلي الذي تستحقه.
فما يحدث هو انتقال نوعي في أدوات الخطاب الدبلوماسي الأردني — من الخطاب السياسي التقليدي إلى دبلوماسية الشراكة والإنتاج والتأثير المتبادل.
إنها مرحلة تستحق القراءة لا التغطية السطحية.

تحركات سمو ولي العهد لا يمكن فصلها عن رؤية التحديث السياسي والاقتصادي التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني، لكنها في الوقت ذاته تعبّر عن جيلٍ سياسي جديد يتعامل مع العالم بلغة المصالح المشتركة والفرص، لا بلغة الشعارات.
بهذا الفهم، يمكن القول إن سمو الأمير الحسين يعيد تعريف صورة الأردن في الخارج: دولة صغيرة جغرافيًا، لكنها قادرة على الفعل السياسي والاقتصادي المؤثر عبر حضورها الدبلوماسي الذكي والمتوازن.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :