أكّد جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، اليوم الأحد، في خطاب العرش السامي بمناسبة افتتاح الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة التاسع عشر، على مواصلة مسيرة التحديث الشامل وبناء الأردن القوي المزدهر، الذي يقوم على سيادة القانون، وتمكين الإنسان، وتعزيز الثقة بمؤسسات الدولة.

وجاء الخطاب الملكي ليؤكد على ثوابت الدولة الأردنية الراسخة في خدمة المواطن، وتعزيز سيادة القانون، وتكافؤ الفرص، واستمرار النهج الإصلاحي الشامل، الذي يضمن رفع كفاءة الأداء الحكومي وتفعيل الرقابة البرلمانية وتعزيز الشفافية في مختلف مفاصل العمل العام.

وشدّد جلالته على أن المرحلة المقبلة تتطلّب تكامل الجهود بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، وتكريس مبدأ المساءلة مقابل الإنجاز، بما يضمن تنفيذ البرامج الإصلاحية ضمن جداول زمنية واضحة ومحددة النتائج.

وأكد جلالته في خطابه على أهمية المحاور التالية:

تحفيز الاستثمار المحلي والأجنبي، وتوفير بيئة اقتصادية جاذبة تقوم على الشفافية والعدالة.

استمرار التحديث الإداري والتحول الرقمي في مؤسسات الدولة، بما يسهم في رفع كفاءة الأداء وتحسين الخدمات المقدّمة للمواطنين.

الاهتمام بالتنمية المتوازنة في المحافظات وتمكين الشباب والمرأة لقيادة مبادرات اقتصادية منتجة، تسهم في دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز فرص العمل.

تعزيز مكانة الأردن الإقليمية والدفاع عن القدس والمقدسات في إطار الوصاية الهاشمية التاريخية، مشدداً على أن القضية الفلسطينية تبقى جوهر سياسة الأردن الخارجية وثابتاً وطنياً لا يتغير.

وفي فقرة وجدانية مؤثرة، قال جلالته في خطابه إن الأردنيين يتساءلون كيف يشعر الملك ؟أيقلق الملك؟ وقال جلالته رداً على ذلك نعم يقلق الملك ،، لا يخاف الا الله ولكن لا يهاب شيئاً وفي ظهره الأردني الوفيّ المخلص لوطنه وقيادته، في إشارةٍ عميقة إلى الثقة المتبادلة بين القيادة والشعب، وصلابة الموقف الأردني في وجه التحديات.

وأشار جلالته إلى أن طريق التحديث والإصلاح لا عودة عنه، مؤكّدًا أن الأردنيين قادرون على تحقيق التطلعات الوطنية بعملٍ مؤسسي منضبط وإرادةٍ ثابتة، ليبقى الأردن نموذجًا في الاستقرار والإنجاز وسط التحديات الإقليمية والدولية.

وجاء خطاب العرش ليجدد الثقة برؤية الأردن للمستقبل، وليؤكد أن الإصلاح والتحديث هما السبيل نحو الازدهار والعدالة والفرص المتكافئة لجميع أبناء الوطن.