في افتتاح الدورة الثانية لمجلس الأمة، وجّه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين رسالة عميقة حملت في طياتها معاني الثقة والقيادة والإيمان بالشعب، حين قال: "يتساءل بعضكم كيف يشعر الملك؟ أيقلق الملك؟ نعم يقلق الملك، لكن لا يخاف إلا الله، ولا يهاب شيئاً، وفي ظهره أردني." كلمات تختصر حنكة قائد يعرف تماماً حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، ويؤمن بأن القلق ليس ضعفاً، بل هو وعيٌ ويقظة تجاه ما يواجه الوطن من تحديات.

قلق الملك ليس خوفاً، بل حرص على كل أردني وأردنية، وعلى مستقبل وطنٍ بُني بالتضحيات والإرادة الصلبة. فحين يقلق الملك، يقلق لأجل كرامة شعبه، لأجل شباب يبحث عن فرص، ولأجل وطنٍ يصرّ على المضي قدماً رغم الصعاب. وفي الوقت نفسه، يظهر جلالته الثقة المطلقة بالله، والإيمان الراسخ بأن خلفه شعب لا يعرف المستحيل، شعب يساند قيادته كما يساند الجسدُ القلب.

هذه الكلمات لم تكن مجرد تعبيرٍ عن مشاعر، بل كانت رسالة قوة وعزيمة، تُذكّر الأردنيين بأن الملك ليس بعيداً عنهم، بل يعيش نبضهم ويشعر بهم. فحنكته السياسية وتجربته العميقة جعلت منه قائداً يدرك متى يقلق ومتى يطمئن، ومتى يرفع الصوت دفاعاً عن الوطن.

نعم، يقلق الملك، ولكن قلقه طمأنينة لنا، لأن في القلق وعي القائد وحكمة الراعي، وفي قلبه إيمان لا يتزعزع بأن في ظهره "أردني" لا يعرف إلا الولاء والانتماء.